الثلاثاء، 10 مايو 2016

قراءات نقدية في أوبريت عشان بلدنا



---------------------------- تعريف فكري بالسلم الخماسي
السلم الخماسي :
1- خفيف لطيف رشيق لا يقبل الحزن و الكآبة, بالعلم بأن الجوع و الفقر و الحوجة و العوز في المجتمع , ولكن يقبل السلم الخماسي , يحمل شعور النقص المعيشي و الاجتماعي المعاش في أفريقيا , بدون توجع و تأسي مغنيان , على هذا السلم الموسيقي الخماسي الراقي .
2- نغماته الخمسة الاختيارية المنتقاة من السلم السباعي , هي نغمات تسهل على النَفَس عملية الألقاء السهل , بدون حشر للنغمات الملاصقة ببعضها البعض , كما في السلم السباعي , كما هو لصقاً بلزق مرصود في تركيبة نغمية محصورة , بأنه ليس بينها ( ولا نَفَس واحد نغمات فقط ). و تركيبته الخماسية , تعطي المجال بالمد حتى الصراخ , و الجزر لأزمان النغم , بكمال و جمال و ضبط موفق , بدون نشازات و سهل الأحتمال التطريبي .
3- السلم الخماسي هو عبارة عن صيغة غناء الكلام , أي عبارة عن صوتية التحدث باللغات الأفريقية , أو أنه جملة ( التيمة أو الترنيمة ) لأصوات الأفارقة , أو بمعنى يختلف : أنه الرسم البياني الصوتي للغات اللهجات الأفريقية , يختلف فقط صيفة الأداء لهذا الرسم البياني , حسب لكنات الأفارقة المختلفة .
4- أن السلم الخماسي , هو السلم الموسيقي الأساس للغناء منذ الأزل , بعمر الأمة الأفريقية , وكانت هناك سلالم موسيقية تؤدى بخمس و ست نغمات ,و لكن على حسب صيع تركيبات الأمم والشعوب لصوتياتها , ذلك قبل ابتكار الراهب جيدو أريزو للسلم السباعي , و بالعلم بأن المعيشة صعبة بالنسبة للأفارقة الفقراء , ولكن تركيبة السلم الخماسي , أوجدت الأرستقراطية في قوام الطرح , و يشعرك بالغنى و الشبع و الفخامة و الهدوء والروقان , حتى و أن كان السلم الخماسي الأفريقي راقص , فأنه صلب التعبير لا هوادة في أداءه . وأن كان السلم نفسه هادئا , فأنه لا يوحي لك بالعجز و الانكسار أو الخيبة و التخاذل , أنه فلعلا سلم خماسي أرستقراطي , يمتلكونه الأفارقة , كما أنه سلم موسيقي محارب للذلة والهوان والمهزلة , وكل هذه الوصوف للسلم الخماسي , هي على و من الخمس نغمات السحرية الجبارة !!.. و على ذلك فأنه لو غني على السلم الخماسي , الحزن أو الشجن أو البكاء أو الفواجع , فأنها ليست بحزن نساء و لطم و عويل , قد يكون حزن رجال شجعان لا تذرف عيونهم الدمع .
5- لكون السلم الموسيقي الخماسي , من أجمل السلالم الموسيقية , حيث أنك تستطيع الغناء عليه , و أنت واقف و أنت جالس حتى وأنت نائم !!, بعكس السلم الموسيقي السباعي , لا تجد الغناء عليه إلا و أنت واقف , و لا يصلح لأدائه في وضعية الجلوس , ويخرب عليك أذا غنت عليه نائماً , فعندما تتحدث أفريقي بالسلم الخماسي ,فأنك تغني خماسي , وعندما تغني خماسي , فأنك على السلم الخماسي تتحدث , وهذا يعني بأنك تستطيع الغناء الأفريقي بدون موسيقى , ولا نشاز في صوتك !!.
6- أيضاً لكون السلم الخماسي , هو سلم ( مثلوم حسب تركيبته الطبيعية العفوية ) , فأن عملية تصوير السلم على كل احتمال , لا توجد هناك ثغرة , بالإمكان الدخول منها , لتخريب الأداء بالنشاز , أي أن لا تواجد للنشاز على الطلاق , في أو على السلم الخماسي , ما عدى لو كان المؤدي لا يفهم في أصول الأداء , وطبقة صوته ليست بصالحة للأداء الصوتي . فثراء الإمكانات كثيرة , من و على السلم الخماسي , قد لا يلاحظها الناس العاديون , بقدر ما أنهم يمارسون كل هذه البيانات بدون توضيحها لهم , ولو دقق كثيراً في حديثي عن السلم الخماسي هذا , فأن الكثير سوف يرى , بأن كلامي صحيح مائة بالمائة , مما يتوجه بالذكر بأن السلم الخماسي , نظيف جداً و سلم موسيقي أبيض , غير السلام المبكية السوداء , المظلمة ظلام حالك لحد التهلكة .
7- و السلم الخماسي يعتمد صحة النغمات الأنصاف , لا هناك ربع تو ناقس باكي مؤثر بالحزن , ولا هناك تواجد للملل عند الاستماع إليه , و كأنه , أي السلم الخماسي يشعرك بالفخر و النشاط و الانتباه و التيقظ , وتجهيز نفسك للتزين لحضور الحفل و ينشيك بنشوه العيد , لأنه أي السلم الموسيقي الخماسي , ليس من عادته أن يأخذ منك شيئاً ,و لا يحزنك و لا يضرك , بعد ما يعطيك من شعور صادق , و يدفع بإحساسك بالتوجه إلى الوجاهة و أنت محترم , لأن عملية الاستماع للسلم الموسيقي الخماسي , فيها أمر لك و عليك بما هو جميل على السمع لقصد الاستمتاع , وقد لا يشعر المستمع بذلك الأمر , ..ألا أن ينصاع لأوامر سلمه الموسيقي الخماسي الفخم .
8- أن طرب السلم الموسيقي الخماسي , هو طرب صافي للذهن و التفكير , متدفق بانسياب كتدفق الجدول أو الشلال المستمر , فأنه طرب ليس به أزعجاً , لأن نغماته مفرقة حسب تركيبته , و تستمع لكل نغمة على حدة , وغير مزدحمة بنغمة أخرى , كما هو رصد النغمات المتلاصقة المزعجة للسلم الموسيقي السباعي . وأنه طرب خماسي مريح و مروق للبال , و عندما تستمع إليه أنت تجارية بالابتسامة , ذلك لأنها ردوه فعل طبيعية غير أراديه , ..فهنا أود القول بأنه : لا يفهم طرب السلم الخماسي إلا أهلك الأفارقة , أو الأسيويين الذين لديهم نفس السلم الخماسي و فصائله , أو الموسيقيين النقاد و منهم ( أنا ) , بعدما أطلعت علمية أسرار السلم الخماسي , و هنا أذكرها بكل أريحية و أمانة ,... المشكلة بأنك سوف تطرب و ليس بكرب به كلمات غنائية , فور الاستماع إلى السلم الخماسي , و هذا ما يكون من تلاوح المستمعين الحضور السودانيين بأنفسهم , لكي يرحبون بالمطرب المغني , بكل حب و مودة وتقدير !!, و لو قلت بأن : السلم الخماسي طبي أيضاً على القلب , حيث أن دقات القلب تحتاج تروي , يوافق تروي عزف و غناء النغمات الخماسية في السلم الخماسي بأريحية !! , أن نغمات السلم الموسيقي السباعية , لا يلحق القلب سير نبضاته معها ,لأنه مزدحمة و متلصقة , فقد تخالط و تخالف دقات القلب نغمات السلم السباعي , أو تحبس أنفاس دقات القلب , و تلحق الضرر به .
9- أن الطرب الخماسي على نغماته الخمسة , لا يحتمل كلاماً غنائياً حارقاً أو جارحاً أو مبكي , و لا تستطيع النغمات الخمسة أن تصور الأذية الكلامية للمستمع , صعوداً و هبوطاً و سلطنة و تطريب و تعريب , ذلك لشعور تجميع الخمس نغمات , تجميع مرفه و مسلي , كأنها الضيافة , كأنه تحيات , كأنها أماني , كأنها حلم وردي , كأنها نغمات عزيزة لا ترمى في الشارع, ويحافظ عليها على رفوف المنزل ... في الحقيقة لا أبالغ تجاه السلم الخماسي بشيء , ولا أطريه و أنا بعيد عنه من ثقافة أخرى , و ليس لي مصلوح بقول هذا الكلام الجميل عن السلم الخماسي , ولكنها : دراسة الشيء تعطي نتائجه . فقط .. أن الشيء الملفت للنظر , بأن صعود السلم الخماسي جميل فيه الصراخ , و الهبوط منه يعبر عن اليسر و السهولة و اللطف بالانخفاض , كالرحمة و العطف والشفقة , و التطبيب على الرأس و الكتف بأريحية ,( أسمعوا لصعود السلم الخماسي و لهبوطه ) فسوف يجدون أن كلامي صحيح مائة بالمائة !!.
10- أن السلالم الموسيقية الخماسية الأفريقية , و بالخصوص السلالم الموسيقي الخماسية السودانية , انها سلالم موسيقية عنيدة , لا تقبل إلى كلمات الحب و الهيام و الغرام , والتعبير الرومانسي العاطفي بشكل عام , لذا أجبرت هذه السلام الموسيقية السودانية مطربيها , بالانصياع إلى توجهاتها و أوامرها , بأنه : اذا كان هنا شخص يريد الطرب , فاليحضر أجمل الكلمات الغرامية لغنائها . حسب ( التصويتات ) لكل ديموغرافية , و قد تكون هذه الظاهرة , هي من أصل سلوكيات المجتمع السوداني لأداء المحبة في صوته , لأنه كما قلنا سابقاً بأن : الحكي خماسي , اذا يكون السلم خماسي , فهذه الظاهر هي ظاهرة لصيقة المعنى و الأصول , باللغة الأفريقية و المهنة الطربية الأفريقية المغناه !!.
11- كما أن الطرب الخماسي السوداني بالذات , هو طرب خطير جداً في مردوده , المرتد على مستمعيه السودانيين ,اذا لم تراعا فيه و منه , محاذير الطروبات / طرب الخاطر / و طرب الجسم / و طرب العقل ,أما طرب النغم فهو عادي جداً , فنحن نرى المطربين السودانيين و المستمعين السودانيين , عندما يشتغل لهم طرب النغم الخماسي من أول وهلة , فأنهم يلوحهم طربهم جميعاً لوحاً واحداً , في حضرة الطرب ,و سريعو لطرب الجسم , و بعده سهلين لتقبل طرب الخاطر , بالكلمات الغنائية العذبة , التي تسْكر الخواطر من عذوبتها , وحذاري من الدخول إلى طرب العقل , لو أستمع إلى الطرب الخماسي السوداني طويلا , فأنه آخر لذة الطروبات و خلاصتها , و هذا الطرب الأخير لا يأتي إلى بما أسُكر و خُدر , فحذاري أخوتي السودانيين من طربكم السوداني الخماسي ( أنا قلت ونبهت و حذرت !! ) .
انتظروا القراءات المتبقية القادمة