الثلاثاء، 10 مايو 2016

قراءات نقدية في أوبريت عشان بلدنا ( ج 5 )




أن هذا الأوبريت جميل حقاً , و صحيح و على الشكل السليم المعتاد , كأغنية وطنية عاطفية , بالعلم بأن به مقومات الأوبريت من إيقاعات بلدية محلية , ومعزوفات فنية شعبية , تعبر عن كل ثقافة سودانية , سواءاً أكانت ثقافة صحراوية أو مدنية أو بحرية , , أنه عندما نطلق تصنيف ( أغنية و طنية عاطفية ) فأنه ليس تصنيف دوني أو القصد منه أنه التطاول أو التعالي على هذا الأوبريت , أو النيل منه لكونه أوبريت ناجح , أو لأن المنزلة لهذا لأوبريت أتت لكونها منزلة شبابية محلية شعبية , ولم لكن منزلة رجال الوطن الفنانين السودانيي المعروفين , الذين في اصواتهم و فنونهم , وطنية السودان , بل أن خطوة أوبريت عشان بلدنا , خطوة جريئة و قوية , وأحدثت الفرق بين الغناء الرجالي و الشبابي السوداني , و ما كنت أتمناه لهذا الأوبريت هو أشراك فنانين الوطن الرجال مع الشباب , و أعطاء كل شخص مختص الحصة الخاصة به , لكي يفعل و يؤدي ما في أختصاصة , ويدعم هذا الأوبريت بثبات الأحقيقة بالأجدرية , والسودان ليس بنقص من تواجد فنانيه الرجال , بل أن السودان يملك أكثر فنانين العالم العربي الرجال , و ذوي الشهرة و النفوذ و الإقناع و أحقية التواجد, ...و عدم أشراك الفنانين السودانيين المخضرمين في هذا الأوبريت , قد حصر الأوبريت في زاوية ( الشبابية ) , وعندما نذكر تصنيف شبابي , فنحن نعني و نقصد : المنزلة الشبابية التي تأتي بالدرجة الثانية للرجال , و مقرها الجمعيات الشبابية , أو الجماعات الشبابية , أو المؤتمرات الشبابية , أو الندوات الشبابية , أو التجمعات الشبابية , أو الأندية الشبابية , ... وفنون هؤلاء الشباب لا تأتي بمصاف فنون الرجال , - أي نعم – أن هذا الأوبريت هو بمثابة رسالة قوية للفنانين السودانيين الرجال بأن هناك فنانين سودانيين شباب في ساحة المنافسة , ولكن عندما يطلب هذا الأوبريت أن يقدم في محفل دولي , فأن حضور ذلك المحفل الدوليين و سوف يتساءلون عن رجال الفن السوداني المعروفين , ب أين رجال الفن السوداني القديرين من هذا الأوبريت ؟, هل يحق للفنانين السودانيين الشباب أن يحلون محل فنانين السودان المخضرمين الذين عرفناهم و هم الأحق بهذا الأوبريت ؟!, أن الوطن موجود في أصوات فنانين السودان الرجال المخضرمين , هل الفنانين الشباب و الكومبارس والمؤدين , هم الذين يمثلون السودان وليس بجانبهم رجل واحد من رجال الفن السوداني المعروفين ؟!...هذه تساؤلات طبيعية جداً و قد حصلت في محافل دولية , حين يأخذ الشباب دور الرجال , فأن العمل الأوبريتي ليس بذو أهمية أو احقية , بأن يكون المعبر الأول عن الوطن ( وكأن الوطن المعبر عنه بهذا الأوبريت ) هو وطن للشباب فقط !!, ولا احترام أو تقدير لفنانين الدولة السوداني الرجال حتى بأخذ مشورتهم !!,....فهذا مأخذ على هذا الأوبريت لست أن الذي آخذه و أجزم به , بأنه مأخذ لناقد فني فقط , و أنما هو مأخذ قد عانت منه أعمال فنية كثيرة و كتبت عنه الصحافة , وأذيع التشهير بمثل هذا المأخذ عبر القنوات الفضائية , عبر السنوات الفائتة , و أنا أؤكد على أن الأعمال الفنية الشبابية الوطنية , أن لم تكن بإدراك فكري , فأنها بإدراك لا فكري , وهي تجارب عملية و عبثية و محاولات و أستشراقات جديدة , لا تمت العمل الفكري بأي صلة .
لقد ذكرت في قراءاتي السابقة , العديد من الإسقاطات بهذا الأوبريت عشان بلدنا , ليس لمجرد النقد فقط , أو الحصول على مادة فنية , يكون بواسطتها عرض إمكانات الناقد , و التفنن بكشف المستور و التأكيد عليه , وأنهما من إعجابي بهذا العمل الناقص , بأنه لو كمل بالمتممات و الكماليات و الزينة والبهرجة الفنية المعهودة , لكان ذلك أفضل , و أن تحدثي بإسهاب عن هذا الأوبريت ليس لمجرد التحدث و الكتابة , و أنما هو لقصد تقديم النصح والمساعدة لصناع مثل هذا الأوبريت , لكي ينتبهون لبعض المقومات الطبيعية لتكوين عضوية اساسية , يكوم عليها عمل الأوبريت القادم , و أنما كل آرائي هي لي أنا لوحدي , و أنه من المستحيل تفكيك هذا الأوبريت عشان بلدنا مرة ثانية , لتصليحه على حسب رأيي , و أنما كما قلت سابقاً , أن قصدي بالحديثة عنه بأنه من دواعي ( ياريت و ياليت و لو كان الأفضل ) لكان ذلك أحسن .
---------- فلو كان هنا قارئ ذكي ووجه إليا سؤال هو كالأتي : أنك تحدثت عن الأفضل لعمل أوبريت , فهل تطلعنا على ما هو الأفضل عندك , لعمل أوبريت سوداني,؟.
الإجابة : ما لدي هو الطبيعي لعمل لأوبريت حسب مفهومي المتواضع .
أن أضع أولا التصنيف و هو تصنيف : أوبريت وطني للوطن , و ليس أغنية خاصة بي , أصنعها كيفما أشاء و على طريقتي الخاصة , فما دام الأوبريت وطني , فأنه يصنع بقدرات و مقومات الوطن , وليس لذاتي الخاص , أو على طلب ما هو متماشي في السوق , أو على ما هو مفهوم شعبياً و متداول محلياً و على غير أصول .
1- إحضار كلمات الشعر و تحويلها إلى كلمات مغناة , ويفضل أخذ الكلمات التي بها الشعر محبوك , حيث تكون كل أبيات شعر معينة , تحكي عن حالة معينة , و الشعر الجزل باللغة العربية الفصحى , الشعر البلاغي الذي به مقومات الكتابة الشعرية . ثم استخراج تركيبات التفاعيل النغمية منه , ثم تجزئته كل حيثية لوحدها , ثم أستنباط المقامات الشعرية , وأن لم يكن به مقامات شعرية , أحاول تجنيس أشطر الأبيات ببعضها البعض , لمحاولة تبيين و توضيح المقامات الموسيقية لمقامات الشعر , ومحاولة توحيد التيم أو الجمل الموسيقية الافتراضية للغناء , و ترتيب كل صوتية حرفية بالطريقة التي تتوائم مع ( التصويت ) من ( علم التصويتات ) , كل ذلك يكون في مخيلتي , لخلق و أيجاد القوالب الصوتية الأدائية لكل حيثية لها معنى من الشعر , لجزئية مفترضة أن تعبر عن شيء ما في وطني السودان , أو عن ثقافتي السودانية , أو عن تاريخي السوداني , أو عن اجتماعيات شعبي السوداني , أو عن أي شيء له علاقة بالتعبير لأي موضوع مطروح شعرياً , و لا أنسى و لا يفوتني بأنني سوف أتعامل صوتياً بطرائق التعبير , مما يجعلني فطن و نبه و حذر بأشد تقييد , بأنني سوف أتعامل موسيقياً مع القصيدة الشعرية , فيجب عليا أن أوظف الموسيقى لخدمة الشعر و الكلمات , ( الأخذ في أعتباري لهذه النقاط ) مما يجعلني و يجبرني الوضع , بأن أكسي المعنى الفقير شعرياً بالموسيقى لكي أُغْنية و أدعمه ويكون بعدها غني قوي معبر بطريقة ما أو بأخرى , المهم بأن أجد صيغ تتماشى مع التعبير ولو كانت الصيغ المعبر بها هنا تحتاج مؤثرات صوتية , أو تكرار أو ردة كلمات شعرية أكثر من مرة , أو استخدام الكورال للتغطية على عجز الكلمات الشعرية المغناة , و ردمها و صيانتها لتكون شديدة البلاغة أو التأثير الوقع الصوتي , أو لمحاولة أيجاد جوانب تأثيرية بواسطة الهارموني , لأن الهارموني يفتح آفاق أخرى , و يؤثر على القلب و السريان الدم و الشرايين , حينما يعارض أو يضاد أو بحده أو بغلاظه , يتم الغيير في خارطة السمع العصبية للإنسان , لمحاولة التأثير على المستمع في عدة أوضاع لاحتمالاته سمعية تختلف لأنني أعرف جيداً بأن المستمع هو غير المستمع الآخر , و هارمونات جسمه تختلف , و وضع مزاجه يخلف , و تتحمل أعصابه و رنها على طريقة ما , أيضاً تختلف عن الشخص السابق , أي أن الهارموني له دور كبير للوصول إلى التأثير عن كل مستمع ( و كل هذه الأفكار هي من أدوات صناعتي للأوبريت قد استشفيتها من كلمات الشعر ), ... وبعد كل ذلك لا أنسي تطويع أبيات الشعر , أو خلق منها احتمالات تتناسب مع أصوات المطربين الذين سوف يؤدون الأوبريت , و محاولة تركيب العديد من التآلفات الصوتية للكورال , و اختيار الجُمل الشعرية المناسبة لأداء الكورال , ولا يفوتني أيضاً ترتيب أبيات الشعر حسب الأفضلية الأدائية , و المنزلة التعبيرية , و أحقية التعبير لكل حدث على حده , بحيث يكون لديا سيناريو معد أصلا , قبل البدء في التلحين و بد العمل , و أحتاج هنا إلى توزيعات موسيقية في فكري , بأن تكون هي المناسبة للتعبير الشعري , بما أريده أنا أن يكون توزيعاً موسيقياً معبراً يخدم الشعر و الكلمات المغناة . كل ذلك من أدواتي العملية للتعامل مع الشعر بمفهوم فنان ملحن و في تصوراته كل ما هو صحيح فكرياً لا عبثياً و للوصول إلى الهدف المنشود .
2- أجد اللحن المُقطع المكبله المتماشي مع حتميات الشعر و ابياته , على طرائق أداء اللحن فيك منطقة في السودان , على اختيار تكانيك لها تواقيع بلدية خالصة , و جملة موسيقية تستعمل في كل منطقة أو بلدة أو حس أو محافظة , لاختيارها لجزئية ما لأوبريتي , ثم أختيار الصوتية للهجة البلدية المحاكاة , وأداء كل وصلة على تآصيل أدائما الوظيفي لكل حلة على حده , و أختار التعابير كل تعبير مأخوذ من تعابير الشعر , مثلاً : أن كنا في وصلة غنائية حربية قتالية دفاعاً عن السودان , فأختار لها الأصوات القوية بقدر أطلق الرصاص و التدمير , والقتال المتمرس , ولا اسلم طلق الرصاص في حرب تشنه النسوة غنائياً , نسوة ذوات وجوه عذبة فاتنة بأصواتها الرقيقة الملسة الناعمة !, وأن فعلت ذلك , فأعتبر بأني ملحن نشاز لا أفهم في صياغة التعبير , وقد دمرت العمل الأوبريتي و جعلته أوبريت ناعم رقيق أنثوي , لتعبير رصاص الحرب , أي كسرت الموقف و لم يكن لديا أي شعور , بأنني أتعامل مع شعر حربي قتالي دفاعاً عن السودان ...من الطبيعي أن تكون الأصوات القتالية , هي للتعبير القتالي , وأصوات المودة و الرفق النسائية , التي هي للتعبير عن الرحمة و المودة والحب والهدوء و الاستقرار , و أصوات الشباب للتعبير عن فتوة وريعان العمر و أقتباله , بنشاط و حيوية و حركة و نشوة و شوق نشط مفرح مًسِر منشي بلهفة المحب , و كان هناك عروض العرضة أعبر عنها بأصوات الرجال الهرمة , والأفراح لنشاط الكورال لينشر الإحساس بالبهجة والسرور , و للتاريخ أصوات صلبة قويمة , وللدين أصوات جميلة تنشد و توحي بأهازيج الدعوة و الإرشاد .....إلخ من أنواع الاداء المختص كل في ما يخص تعبيره , و بعد كل ذلك أتحول إلى توظيف المهام الموسيقية لحنا و طبقة صوت و إمكانات لخامات الصوت , و تفعيل السرد أو المسار الموسيقي , حسب الحكاية للسيناريو المعد مسبقاً , و بعد ذلك أرسم قايد اللحن حسب المعطيات التي بحوزتي و في جعبتي و فكري الموسيقي , ثم البدء في توزيع اللحن ( ليس بتوزيع لحنى يعني مسار اللحن ) و لكنه توزيع موسيقي , يحتاج إلى أدراك التوزيع الموسيقي و كل صولو على حده في وضعه الخاص به , وكل صولفيج غنائي على ما يتطلبه من خدمة موسيقية , و أتممهم بالكماليات و الازمة من عُرب وحلي و زخارف و تعقيدات مهر منة , وإدماج الممكن من بغير الممكن , والخروج بصيغة استماع مستساغة , و اختراع وإدخال المعقد في عملي التوزيعي الموسيقي , بحث يكون توزيعاً موسيقياً يصنف كبحث موسيقي جديد , يكون كمرجعاً موسيقياً من صناعتي الموسيقية , ويسجل باسمي و يكون كتوزيع خاص مني يشرف وطني السودان , ويسرى كل ذلك على فقرات الأوبريت كل فقرة لها الإحتمال الخاص بها من توزيعات موسيقية , ولا أنسى توزيعات الكورال و كل ما يختص بعمل أوبريتي السوداني , و أريد أن أكون أستاذاً في صناعة الأوبريت ,و أنتزع الجوائز عليه , وأتحدى الغير أن يصنعون من صنيعي , وهنا يكون الجهد المستحق للعمل الأوبريتي , فمثلاُ على سبيل المثال : أعمل ملحمة EPIC من آلات بلدي العرقية , أحضر عدد 2 سمسمية , وعدد 2 ناي سوداني , وعدد من أنواع الإيقاعات السوداني المستعملة في العرضة , و أركب صولفيج إيقاعي , يكون صولفيج يحاور الآلات الموسيقية العرقية , و الخروج بمعزوفات احترافية للسمسميتان على نظام العزف العكسي , أو نظام التلاحقي و التتبعي , وسمسمية في اليسار و سمسمية في اليمن , وتداخلات النايان بارتفاع نوتهم و انخفاضاتهما , ليقدمان عزف نفخ معقد احترافي شجاع , قتالي يرهب المستمع بتفنن و إتقان , على سرعة اعتيادية أن لم تكن سرعة قليل اسرع , و ذلك أول الأوبريت لكي أخبر المستمعين ذوي الآذان الموسيقية , بأنني كفء بصناعة الملحمة التاريخية القومية للسودان , وأنني قد توجهت دولياً بهذه الملحمة ال EPIC لوضع أوبريتي في مصاف الأوبريتات الدولة ,الأوبريتات المنهجية الاحترافية الاستعراضية , على مقام لحنى الخماسي , بخصائص لتوثيق نوت عزف سودانية لها تواقيع محلية مسجلة دولية للسودان , أيضاً أنه أذا لم يكن هناك صولفيج إيقاعي , فأن الأوبريت مجرد أغنية عادية لا تعبر عن الوطن , وعد ذلك أن كنت أود أن أدخل السلام الوطني السوداني , فعلياً بأن أقوم بتوزيع موسيقي فخم شديد الوقع عريض الجوانب , له سقف و له قاع و قرار , أخيف به كل مستمع لأي سلام وطني , وتوجد لدي آلات الأوركسترا و أستطيع أن أعمل كمقدمة أوركسترا سيمفونية , لسلام وطني السودان , وهنا تكون رسالة لذوي اصحاب الآذان الموسيقية , بأن السلام الوطني السوداني هو أكبر من سلام وطنى آخر , ونتحدى به الأمم , و دليل على أن موسيقيوا السودان , هم بصحة وعافية و يستطيعون جعل سلام وطنهم السودان فوق كل اعتبار لأي سلام وطنى آخر , و آخذ كذلك من المؤثرات الصوتية كل ما أحتاجه في التعبيرين , التعبير التاريخي على الملحمة ال EPIC و التعبير بالسلام الوطني السوداني , ولا أخدع المستمعين و المشاهدين , بتصوير تلفزيوني لعازفين أوركسترا لأوبريتي , و الأوبريت خالي و فاضي من المعزوفات الأوركسترالية , وأن أحضر في تصويري التلفزيوني مايسترو يقود فرقة عزف أوبريتي الأوركسترالي , يجب عليها أن ألتقط صوراً لوجهه , ولحركة عصا المايسترو و يديه , أن كان يفهم في قيادة الفرقة الأوركسترالية أم لا, أو أي شخص يوصل لزمن لنت إيقاعي فقط !! .
3- التعامل مع حلوق المطربين , ومنازلهم الخاصة بهم , كما أسلفت بأن هذا الأوبريت وطني و ليس خاص بي , على ذلك فأن أكبر مطربي السودان , يجب أن يبدأ الغناء في هذا الأوبريت , و أكتشف طبقة صوتة , وميزات حلقه , أن حلقه أملس فأنه يحتاج في وصلته لأداء غنائه , إلى موسيقى خشنة , وأن كان حلقة أجش كذلك , وأن كان قوته قرار أوجد له الموسيقى التونر ,و أن كان حلقة أخرق ممزق , أردمه بالمتممات و الكماليات الموسيقية , وأن كان حلقة مقعقع بلهجة أهل البادية , أوضع لصوته الموسيقى السلسة و الوتريات المستمرة LGETO , لتجنيس صوته بالموسيقى للخروج بتجانس مقبول , و أن كان صوته مدور , أضع خلفه الموسيقى المتقطعة STACETO , و أن كان أجص قاسي , أخدم حلقه بالموسيقى العذبة الرقراقة . و أن كان حلقه ناعم سلسل هادئ , أضع خلفه موسيقى صولو استعراضية , و أن كان حلقه جاف غير واضح الكلمات , أوضع خلفه الموسيقى المغطية عليه و ستره من لآلت النفخ المتقطعة مثل البرسات أو لازمان الكمنجات المستمرة , و أن كان حلقة جهيراً بالمرة مقراً في القرار , أخدم صوته بموسيقى السوبرانو أم ما بين أسفل هذه الطبقة من هارموني أو لازمات , و أن كان حلقه عذب طرِب محلا بالنغمات الزوائد الغني بالنغم اللطيف المعزز بالحنية والشفقة , أختار لصوته الموسيقى الحنونة بالنايات و الفلوتات و لآلات النفخ الأخرى , لأن حنيته و عطفه الصوتي , نابع من الريف و الريف يعبر عنه بالناي ,وتنطبق هذه المواصفات مع الإمكانات الموسيقية على باقي المطربين , تلك التوظيفات تنطبق على الأداء الكورالي , بعمل ملحمة كورال , تستنهض بالعمل الأوبريتي هذا ,....أنه لا مانع بمشاركة المطربين الشباب في أوبريتي هذا بشرط أن يكون هناك مطرب شاب , باستطاعته إعطائي المطلوب منه من أداء أو طرب , و أصوات المطربات لسنا بحاجة إليها في أوربيتنا هذا , إلا إذا احتجنا إلى تعبير امرأة , وليس بمشاركة كبيرة , بمثل ما عمل في أوبريت عشان بلدنا , و أن الوقت اللنت يكون محدوداً و ليس بمباشرة الوقت في الأداء على المطربين مجازاً , كما عمل في أوبريت عشان بلدنا , أن أوبريتي سوف يكون بمثابة استعراض طربي أدائي , وليس فيه أدوار مجانية لأي مطرب , كما هو في أوبريت عشان بلدنا , و أن أوبريتي سوف أدعمه بمصطلحات الأداء الصوتي في الغناء , وليس كما عمل في أوبريت عشان بلدنا كل مطرب يسلم و يستلم أداء صولفيجه , كأداء طلاب مدرسة لأداء أنشودة , كما أن أوبريتي سوف توظف فيه الملحة اللأدائية , بتداخلات أصوات المطربين بعضها ببعض , و تزاوج الأصوات ببعضها , و تلاحق الدوار و تتابعها , لكي أثبت بأنني , أفهم و اتعامل بالملاحم الموسيقية على أصولها .
4- أن إدماج و إدخال عازفين الوطن في هذا الأوبريت ضروري جداً و وتواجد الفنان شرحبيل ضروري لللإحضاء بمنزلته الوطنية في العزف , و خروج صورته تلفزيونياً تؤكد على أن المشاركة لعازفين الوطن هي بمثابة الضرورة الملحة .
5- الصولفيج الإيقاعي , توجد في السودان أنواع كثيرة من الإيقاعات ليست مستخدمة إلا في السودان , وكذلك الطبلة السودانية المغطاة ببلاستك , وعندما يستمع المستمع من خارج السودان إلى هذه الطبلة المسماة ب ( البنقز السوداني ) , على طول يستشعر بأنه في السودان , سوف يشمل أوبريتي هذا , البنقز السوداني في صولفيج إيقاعي متماشي مع دخول وخروج و استلام وتسليم الموسيقى والغناء , متماشي مع تعابير الموسيقى , أي أنه في مناطق معينة تتقلب نوعية الإيقاع حسب المطلوب منه , سكوت و سرعة وبطيء علو و انخفاض , وتراكيب ضربات معينة تصور في نقرها المطلوب من الإيقاع أن يحدثه , كتصاوير هطول نقاط حبيبات المطر أو المباغتة , أو الشرود أو الورود , أو المتابعة لتصاوير لعب الأطفال أو تصاوير طلق الرصاص ....إلخ من مهام تعابير الصولفيج الإيقاعي , فأن أوبريت عشان بلدنا , في أساسه الصولفيج الإيقاعي السوداني في مقدمته وسطه , ولكنه ليس مكتشف , فقط رثم إيقاع بوكس , و هادئ يعبر عن الرحمة و الشفقة و التودد , ولا يصلح لعمل أوبريتي , إلا إذا كان يعني بتوظيفه الملحن , بأنه يقصد أثر الاستعمار الغربي للسودان و التذكير به , و التشديد على أنه إيقاع وطني مجنس و آخذ الجنسية السودانية , بعدما تركه المستعمر في السودان , أتي ملحن أوبريت عشان وبلدنا , ووثقة في سجلا الوطن السوداني من أوسع الأبواب .
6- بواقي ذكر التوزيع الموسيقي , نستطيع بأن نقول بأن الأوركسترا ليست بسودانية الأصل , ولكنه مجاز استعمالها لأنها موسيقى تعبر عن الدول و الأحداث و بخاصيتها في العزف على خصائص تعابير آلاتها , أتفق العالم بأن آلات الأوركسترا لها لغة عالمية , لأنها استخدمت في الحروب و في المعيشة لثقافات الشعوب , و هذه اللغة الكل يعرفها و يفهم لغتة رسائلها المطلوب منها , و منها أيضاً آلات العزف العرقية , لأنها هي فعلاً لها تعابير مستخدمة في أوطان البشرية , فهذه لغة الآلات الموسيقية الأوركسترالية والعرقية , وذلك المفهوم ينطبق على الإيقاعات , و عندما نتحدث عن آلات الأوركسترا و فأنها موجودة من ضمن آلات العزف في كل وطن , إلا الدول المتخلفة حضارياً و ثقافياً و اقتصاديا ولا تجد أو تستطيع شراء هذا الآلات , و أن لم يكن لديك في يومنا الحالي , آلات أوركسترا , ... ( أتمال ) , قم بشراء أورغن موجودة عليه و فيه نماذج للألات هذه , و أن لم تكن كالأصل , أعمل بروفة يفهمها الموسيقيون , وقم بتنفيذها التنفيذ الحي إذا كانت لديك إمكانات لاحقاً , هنا أود أن أقول أن توزيع موسيقى أوبريتي الذي أتحدث عنه الآن , أستطيع أن أجعل توزيعاته الموسيقية بصورة لا يفهمها المستمع الريفي و أو الصحراوي البدوي , لأنهم بالضرورة ليسوا المستهدفين بهذا الأبريت , ولو كان مستهدفهم , لقمت بتوزيعات موسيقية بنفس توزيعات موسيقى أوبريت عشان بلدنا , لأنه موسيقى الأوبريت عشان بلدنا , تخاطب و تحاكي الطبقة الكادحة من البلاد , ولا تخاطب الطبقة الأرستقراطية الدولية , فعلى هذا الحسبة أنها حسبة وطنية بحتة لعاطفة وطنية على نهج المتبع الفني لمحلية السودان , و ليس بأوبريت يستهدف النطاق الكلي الحضاري و الشعبي للسودان دولياً , على هذا الفارق و به و عليه كان لي الاهتمام بالدفع للتحول إلى أرستقراطية الموسيقى السودانية , بدل محليتها , وذلك لأنه هناك فائض في الأغنية السودانية المحلية , ونقص في الموسيقى الأرستقراطية السودانية , على ذلك أحببت أن أنبه لأهمية الموسيقى الأرستقراطية المؤداه بصدق الأوركسترا , لأنها هي التي ستبقى لقرون من الزمن , و هي ملك و أحقية لأصول الموسيقى السوداني دولياً, و ما يقنع صناع آلات الأورغ مثل شركة رولند و ياماها و غيرها , هو ما يستمعون إليه من ملاحم موسيقية ال EPIC التي تتحدث عن الشعوب بآلاتها العرقية , وتأخذها و تصنع نسخ منها في أورغناتها الجديدة , - أكمل – فعلى ذلك فأن توظيفي لألاتي العرقية السودانية , سوف يكون له الأثر البالغ بتوصيلها إلى العالمية , عبر أوبريتي المزعوم هذا , وتكون قريبة لدى صناع آلالات الموسيقى , مما يجعلني في الواجهة لتوجيه آلات عزفي السودانية في الصدارة , كنت أحب أن أرى الكثير من عرقية آلات السودان في أوبريت عشان بلدنا مثل الناي السوداني , ولكن كان الناي نشازا لدوره على أنه يعبر عن الريف بصوت رجل , أتي بصوت امرأة بصوتية ( يالله يالله يالله يالله ) , وعلى ذلك فأن الآلة الموسيقية تكون نشازا إذا لم تجد من يصاحبها في عزفها من صوت مألوف متآلف معها ,ذلك ما أوددت أن أذكره وقد تحدث في ثناياً المواضيع هنا , عن التوزيع الموسيقى بإسهاب , لكن كل معلومة حسب المطلوب لها أن تكون بجانب معلومة آخرى .
نهاية الأجزاء الخمسة من ثانياً