الاثنين، 28 سبتمبر 2020


الظن والتخمين للطرب

 

أتظن أو تخمن ما في بالك على أنه صحيح من وفي الطرب وما راءه ؟!, أم أنت فقط وراء قشور فن الطرب والموسيقى , ( وراهم ورهم .. ومعاهم معاهم ) أي مع المطربين ومحبين الطرب مثل الأطرش في الزفه ؟ وتعمل ما يعملون وتقول ما يقولون بدون أدلة وتثيب عما هم فيه؟! ,, وحسابك يوم الحساب وعقابك يوم العقاب !, والمهم أنت عايش في معمعة وصومعة الطرب والموسيقى والغناء !!؟؟.

 

لا تظن ولا تُحسب ماهية الطرب , ولا تسأل ولا تتثبت عن حقيقة الطرب والموسيقى والغناء, .. يعني صمُ ابكم أعمى لا تفهم ولا تعقل ماهية الطرب والموسيقى والغناء!!. مشكلة !.

 

في بداية هذه المقالة النقدية, دعوني أستسمحكم عذراً , عن أدبيات الحديث والحوار , وأن كان في كتابة وتأليف ,لكي لا يذهب بكم التفكير إلى غير معنى الهدف المنشود هنا, وكل شخص قارئ يُحسب قولي , على ما يشاء ويزعل ويتكدر ويكسر ويقلب الدنيا فوق على عقب أخر كلامي متأثراً,,, أعني أنه في ادبيات التحدث والكتابة والتأليف العربي , هناك نهج أو طريقة أو أسلوب يعرفه الكثير من الأدباء والقارئين العرب , وهو ( اللّمح المليح – أو القدح الصريح ) في التحدث , علما بأن موضوع التحدُث خاص بالمتحدِث ولا يخص أحداَ من القراء , إلا في حالة من يعنيه الشأن في الحديث, فأنه سوف يزعل أو يفرح , من موضوع الحديث , والمشكلة سوف تكون هنا الإصابة كالصدمة , ويكون بعدها تداعيات الحرب على المتحدث .

 

أن موضوع حديثي هذا هو لي أنا , ويمكن الاستئناس به واخذه كراي خاص وليس عام .

 

وأتحدث هنا ب ( القدح الصريح ) لان بعض الظن اثم , وقصدي التوضيح والإيعاز لمن يلزمه الأمر , والقدح هنا يجيز الألفاظ الصريحة لهدف توجيه القصد , بكل وضوح , لذلك وجب عليا التنويه لكم , قبل الذم في حديثي بأنه فيه الفاظ قوية وجارحة وهي ( الحقيقة الموجعة ) .. وببساطة لا ( يكون الظن على الهوى والكيف بسذاجة )!.

 

أن الأخطاء في المفاهيم , دائما ما تكون من العامة لا من العالمة أي ( العلماء ), والأسباب هي مراتب العلم بالفهم , فعلم العامة ليس كعلم العالمة ( العلماء ) , وعلم الأنبياء والرسل علية الصلاة والسلام ليس كعلم الشياطين اللعينين , وعلم الملائكة ليس كعلم البشر . – والله – (  وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ). عندما تكون أنت من العامة , لا تظن وتخمن على كيفك وهواك بكل ما يحلوا لك , ( قلدها عالِم وارجع سالم ) أي أسال عالِم قبل أن تظن وتخمن .. تسلم من سوء الظن لان أغلب الظن أثم .

 

هل ظننت ذات يوم , بأن الطرب والغناء ( المغني حياة الروح يسمعها العليل تشفية وتداوي كبد مجروح يحار الأطباء فيه).. فكر شوية قبل أن تظن ذلك الظن الآثم .. وحلل الكلام صح , أن (حياة الروح ) هو القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى , وليس المغنى . ( وسماع القرآن الكريم ) يشفي العديد من العلل ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ﴿سورة الرعد آية ٢٨﴾

, المغنى وأن سُمِع لا يشفي , ( ولا يداوي كبد مجروح يحتار الأطباء فيه ) القرآن الكريم شفاء من كل داء , ليس فقط داء للكبد المجروح .

 

ألاحظت أخي الكريم , بأننا فكرنا شوية , وخرجنا بالمفهوم , قبل أن نظن ظن السوء , وينقلب علينا ظننا أثم ؟؟!.

 

في المراجع الأدبية، صنف العرب أنذاك الطرب وعرفوه , ولكن معرفة بسيطة على حسب مفاهيمهم أنذاك وقالوا : معنى الطرب هو خفة تعترى . أنا ما أدري هل هي خفة دم ؟ أو خفة ظرافة , أو خفة حركة و فهلوة ؟ أم خفة حكي وسوالف ؟ أم خفة أستماع ؟ أم خفة كلا مُنغم ؟ أم خفة تطريب بهيام وغرام ؟  . أن الطرب وتآثير الطرب على المستمع أكبر من ذلك بكثير , ومن يَعلم؟! .. قد يكون الطب لغة الأباليس لأفراحهم ورقصهم ولعبهم . من يدى ؟. أن علمنا بسيط من علم العامة, فلا نجعل أنفسنا بظننا بأننا كالعالمة ! , فمرتبة العلم تختلف , إذا لا تظن أن من الطرب ما هو خير لك , قبل أن تتحقق من ( العالمة) العلماء.

أن غنيت وسمعت الموسيقى / لا تظن ظن الذي في بالك , فأنك بحاجة للرجوع إلى عالم تسلم من ظنك.

أن عزفت / لا تظن ظن الذي في بالك , فأنك بحاجة للرجوع إلى عالم تسلم من ظنك.

أن طَربت وتمايلت رقصاً / لا تظن ظن الذي في بالك , فأنك بحاجة للرجوع إلى عالم تسلم من ظنك.

أن قلت شعر بلحن موسيقي/ لا تظن ظن الذي في بالك , فأنك بحاجة للرجوع إلى عالم تسلم من ظنك.

أن شغلت وقتك بالطرب والمغنى / لا تظن ظن الذي في بالك , فأنك بحاجة للرجوع إلى عالم تسلم من ظنك.

أن مارست الطرب و الغناء لكسب المال والشهرة / لا تظن ظن الذي في بالك , فأنك بحاجة للرجوع إلى عالم تسلم من ظنك.

 

أما أن تخرج من بيتكم , وعلى طول ( دايركت ) ترى وتسمع وتمارس الطرب والغناء , وتظن أن فيه خيراً ومنفعة وبركة وأيمان ورحمة وشفاء , وقدرات خارقة وسلام للبشرية , فأنك من العامة بحاجة إلى عالم من ( العالمة ) لكي يفتيك , ولا تظن الظن الذي تهواه أنت وعلى مزاجك .

 

لا تتغاضي عن مساوئ وموبقات الطرب ومحرماته وتتغافل عنها , بداعي رقي الشهرة والمنزلة عند الناس , تذكر الشيء الجيد والصالح من الغناء والطرب , تذكر ان الغناء والطرب في الحانات والبارات والديسكوهات , أنه مهنة المطربين وشركات الطرب , الذين يوفرون كل محرم وسيء وممنوع لأجواء الطرب. – أنا لم أحضر شيء من عندي ولم أتهم الآخرين – هذه حقيقة متصلة بالظن في الغناء والطرب والموسيقى .

 

أن الراقصة تنزل أحشائها وهي تمشي في النار يوم القيامة , لا تظن ان الغناء والطرب والموسيقى رسالة !, وأن كانت رسالة فأنهم عبارة عن رسالة أبليسية , موجهة للبشر الطيبين الساذجين , الذي لا يفكرون ولا يستشيرون عالِم في علم الطرب والغناء , وأنهم من العامة وليسوا من العالمة الفاهمين لحقائق الطرب والمغنى.

 

كل ما ذكرته وتحدث عنه في كفة , والنقابة الفنية في كفة أخرى , هناك نقابات فنية وطربية في العالَم العربي , هي في والواقع لو فكرنا قليلاً , عن كيفة تسيير أمورها تجاه الطرب والمغنى , فأنها نقابة تهذب أصوات المطربين , وترعى أجواء الطرب ولا تحمي الطرب والمطربين من شرور الطرب والغناء , وأنها كسلطة أو كشرطة ليست مسؤولة عن أدبيات وأخلاق الطرب وإنسانيته , ولا تراعي جوانب الطرب العقلانية الشريفة  , أنها فقط تحمي حق المطرب بأن يمارس طربه وغنائه في حانة أو بار أو ديسكو , مصرح فيهما رقص الغانيات وشرب الخمور والمخدرات والانبساط و ( الترويق ) على أجواء الطرب , أنها نقابات لن تضبط أجواء الفنانين ولا تعزل المغنين على المحرمات , بل تحمي أجوائهم على ثقافة الطرب والمغني ,والرقص بالسُكر والاقلاع .

 

نقابات فنية لا يوجد بها بوليس آدآب , نقابات فنية مصرح لها فعل كل المحرمات , نقابات فنية ليست مسؤولة عن أخلاقيات الطرب والمطربين , نقابات فنية لا تخاف الله في المجتمع , نقابات فنية الله يستر علينا وعليهم .

 

ما دامت ثقافة الطرب والمغنى بهذا الحال , فأن اصلاح الطرب والمغنى , بحاجة إلى شرطة مكون فيها لجان , من رجال القضاء ورجال الشرطة والأمن , ورجال من الإعلام الطربي , ورجال من علماء الطرب , لكي يصلحون أجواء الطرب والمغنى , وأن الطرب والمغني حرفة صوتية كباقي الحرف الصناعية . وكل حرفة لها تصريح بالمزاولة , به شروط وقوانين مزاولة الطرب والمغنى , يُعطى التصريح بالمزاولة عندما تتوافر الشروط في المغني والمطرب والموسيقى , وإلا فأن الطرب والمغنى بدون راعي مسؤول , فأن خراب المجتمعات والديموغرافيات , من قبل عامة الطرب وليس من علماء الغناء والطرب.

الطرب صالح , لكل الألفاظ والتعبر عن كل الأفعال والأقوال . فكل الأقوال والافعال ليس بمصرح الإفصاح عن الكثير منها, بل ومحرم عرفاَ ومعرفة وممارستها باسم الفن عموما.