الثلاثاء، 10 مايو 2016

قراءات نقدية في أوبريت عشان بلدنا ( ج 4 )




---------- من بعض أنواع النقد , النقد الهادف البناء ,وهو يهدف إلى التصحيح و التوجه السليم , و يهدف إلى تقويم المعنى , و يوضع وجهات النظر الصحيحة لما يتحدث عنه من نقد , و يوصل المتحدث و المستمع عنه , إلى حقيقة الأمور المتحدث عنها .
---------- النقد ( الصُوري ) الظان صاحبه بأنه نقد صحيح , وهو في الواقع نقد ليست له علاقة بالحقيقة لما يتحدث عنه , وتجده نقد باهت لا لون له أو شكل أو حتى كيان .
---------- النقد الهوائي , و هذا النقد يتميز صاحبه , أنه يتحدث في الهواء بدون لمس الحقيقة والواقع للمتحدث عنه , وهذا النقد نجده في الصحافة والقنوات الفضائية الهوائية , ووسائل الإعلام المختلفة , وهذا يسمى ( بنقد البلهاء ) الذي لا يميزهم إلى النقاد الأكاديميين , وهو نقد التفوه و النطق بلا موضوعيه , و خارج عن المواضيع المتحدث عنها , ما عدى الأسماء المستعملة في التحدث , و اللجوء إلى الفراغ الدائم .
---------- النقد الموضوعي , وهو النقد الذي يعتمد على التطرق للمواضيع المتحدث عنها , وتفصيل حالاتها , كل حالة أو وضع على الموضوع الذي هو عليه , و ذكر الجوانب الموضوعية كافة و على كل احتمال , وهناك نقد موضوعي سالب , وهذا النقد خاص بالسلبيين في التطرق لمواضيعهم المنتقده في حديثهم , هناك نقد موضوعي موجب , للمتحدثين بايجابية عن ما يودون التحدث فيه من نقد له خاصية الإيجاب بالذكر .
---------- النقد المنصف , وهذا النقد يتطرق إلى أحد الحقيقتين أما الحقيقة الايجابية ويشيد بها , أو الحقيقة السلبية ينكرها و يذمها, ويحضر الأدلة والبراهين و الشواهد , ويدلل على ما يود قوله , وقوله دائما ما يكون هو رأيه , و مراده الذي يريد بواسطته , أقناع الآخرين به , و ربما يستخدم هذا النقد المنصف , في أنصافه لحقيقة ما , اساليب الإقناع و فنون التحدث , ليخرج بما يود الخروج به , ومعه أقناع الآخرين سلبياً أو ايجابيا .
---------- نقد التقويم , وهو يشبه في حد ذاته , أساليب و طرق تدريس , في علوم الجرح و التعديل , أو الكسر والتصليح , و يعتمد صاحب هذا النقد , بأساليب التدريس و التفهيم و التعليم و التدريب , لكي يصلح ما يرى هو أن فيه اعوجاج , وقادر على استخدام أدواته لدكترة الموضوع , و تقويم ما يود التحدث عنه في نقده .
---------- النقد الحكواتي أو القصصي , فيعتمد صاحب هذا النقد , على أساليب القصص و الروايات و الحاوي في حديثه , همه فقط أن يحكي قصة يوهم المستمعين أو القارئين لقصته , بأنه قدم لهم نقد رائعاً و مفيداً , وهم هذا الناقد هو التطرق إلى الاجتماعيات في حديثه , ويبتعد عن أصول و مآصل المواضيع المتحدث عنها في نقده , و تجده يبتعد عن حقائق التكوين للمواضيع , و أصول صناعتها أو نضم أبجدياتها , أو عن كينونة قراراتها ومقرراتها , ويتحدث بإسهاب عن ما يأكله المنقود ,و ما شربه و ماهي الألوان المفضلة لديه , و عن كيفية الاستمتاع بوقته , وعلى أي حال كان أبوه و أسرته و أمه , وفي أي مكان يسكنون , و ما الطريف الذي حصل لهم , يسمى مستعمل هذا النقد الحكواتي , بالناقد الثرثار (ذلك لو أطلق عليه لقب ناقد !!!).
---------- النقد المزاجي المجازي , وصاحب هذا النقد محترف المجازية , رافع ما يجوز له من مزاجه من فعل الشخص المتحدث عنه , و مدافع عنه بعنجهية , و ملصق و ملفق به محاسن , والمتحدث عنه نفسه لا توجد فيه تلك المحاسن !, وهذا الناقد هو في حد ذاته , مُهًول كذاب خادع مراوغ منافق , صاحب تفل و قذف و لعن و شتم , سباب مفترى معتدي أثيم على من يكون في الجادة الثانية التي ليس هو فيها , و الصحافة و القنوات الفضائية , يزخران بمثل هؤلاء النقاد المزاجيين المجازيين .
---------- وللاختصار , هناك الكثير من أنواع النقد لا يسعنا الوقت أو المكان لذكرها منها : النقد اللاذع , النقد المبطن , النقد الصاقل المبرز الموجِه , النقد المبيت , النقد الحازم القاطع الحتمي , النقد القتالي الحربي الشرس , النقد المناوئ الضد المحرض .....إلخ من أنواع النقد .
---------- فأن الغرض المرجو و المنشود من أحد تلك الطرائق النقدية , هو هدف مطلوب يرجوه الناقد , وأن فقد ناقدنا أدوات الكتابة والتحدث النقدية !, بل أنه مصدق من قبل المستمعين القراء المغفلين السذج , متبعين لأراء ناقدهم الأبله ( أن كان كذلك .. ناقد اصلاً ! ) .
--------- ما أود قوله هو أنني أعرف ما يريد القارئ قوله لي , بواسطة ردة على أحد نقدي هنا على صفحتي على الفيس بوك , وأعرف جيداً الشخص المستفيد من نقدي و الشخص الغير مستفيد , وأعرف أيضاَ المحاربين لنقدي الصريح , فور الردود و فور طزاجة الوقت و العرض لمقالاتي .
---------- و ما أود الوصول إليه هنا , هي محاولة الرد على بعض المناوئين لما أكتب , بدون أدراك مفهومية النقد من قبلهم , و بدون الحصول على عقلية لديها قابلية إدراكي فكري حسي و قولي , فأن غير الفاهمين لما أتحدث عنه , يضعونني في موضع المؤذن في خرابة ! , أو النافخ في قربة مقضوضة يتسرب منها الهواء !!.
---------- كما أنني أحدد استهدافي في هذه المقالة , لمخاطبة من يتحجج بأن بعض ما أقوله , هو يعني شيء أنا أخطأت في تقديره ! , أو الحقت الضرر بمكانته !, أو أنني كنت في وضع عدم الرضى مما أذكر ! , و عما أتحدث عنه في نقدي , و يجب عليا الراد عليا بحججه أن ينبهني عن شيء أنا أخطأت فيه وأنا لس لم أفرغ من مقالاتي !, ولم أتحدث بعد في العميق عما أذكر , ولم أكشف الكثير من الحقائق , ولم أتطرق للايجابيات بعد , ولم أشرح ما أعنيه بالتفصيل , ولم يعرف القارئ بعد مستوى فكري بعد !! ..على ذلك أرجو من القراء الكرام , الانتظار لحين الانتهاء من كامل حديثي , عما سوف أتعرض له من نقد , وأفند قصدي هناك ب ( على المستعجلين على نقدي لأوبريت عشان بلدنا ) , أن ينتظرون لحين الفراغ من الكتابة للقراءة النقدية التي أقوم بها , وبعدها لكم حرية التحدث بكل طلاقة , و لكم حق الردود , كل فيما يفهمه , و حسب رأيه و ما في شعوره من تفاعل .
---------- بقي هناك شيء يجهله الكثير من القراء , الذين لا يتجاوبون حق التجاوب , فيما يطرحه النقاد و منهم أنا , و هذا الشيء هو : أنهم يفتقدون لمعرفة الوعي الفكري و الا فكري , بما هو مصنوع من قبل فنانهم , ...على أن ما صنع فنانهم , هو جيد و جيد جداً و ممتاز وبدون تصنيف للفكر المصنعي !!, وموجد الصناعة الفنية لهم هنا حبيبهم بدون منازع !!, ومن أنا لكي أتحدث عنه في مقالاتي النقدية , وأطولها تحدثي النقدي عن ( أوبريت عشان بلدنا ) .
---------- ولا أعول هنا على أنه يجب على كل شخص , معرفة النقد و أنواعه , وماهو المرجو منه , أو حتى الاهتمام به كعلم كباقي العلوم , و خاصة أن كان قصدي هذا موجه للعامة من الناس , فالنقد الصالح القويم , قد يستفيد منه المحتاج إليه فقط , وأنه كنقد لأي شيء غير مهم , لو لم يكن هناك أي أهمية لما ينقد .
---------- كالمعتاد في أساليب النقد , أن الناقد ليس له مصلحة فيما ينقد , و ليس هو بطرف من أطراف ما يتحدث عنه في نقده , و أن كان الرجل الناقد ذو ذمة وضمير , فأنه سوف يتحدث بأمانة و وفاء , و أن كان عديم الذمة , فأن الناقد سوف يخرب و يحطم المنقود من عمل , على ما فيه من أخطاء لو فيه أخطاء حقاً .
---------- ولعدم أدراك القارئ البسيط الساذج , بأهمية النقد و أصوله و أنواعه ورسالته كعلم كباقي العلوم , جب علياً توضيح ما أوددت أن أقوله في هذا المقالة , ولكوني شخص سعودي , ليس لي أية صلاحيات في أوبريت سوداني , هو بعيد كثيراً عن ثقافتي و أجتماعياتي و طبيعة عيشي لحياتي , فقط أوددت الإشارة في قراءاتي لأوبريت عشان بلدنا , على أن هناك أخطاء ارتكبت في تكوين هذا الأوبريت و قد تكون سواقط غير مقصودة , و للتنويه بعدم تكرارها في عمل أوبريت ثاني , لأن هذا الأوبريت في نضري , قد وصل إلى خط الأوبريتات الدولية , فقد كان مكانه و منزلته , هي مكان و منزلة الأغنية الوطنية العاطفيه , وأن كان لي رأي في هذا الأوبريت !, يكون رأيي هو : لو كان هناك أوبريت دولي صحيح يفهمه موسيقيوا العالم , لكان أفضل من محلية و عامية أجتماعيات الطبقة الكادحة الشريفة , و أن الدولة لها أوبريتات تستحقها , وتستحق تمثيلها في المحافل الدولية , بقواسم مشتركة فنية بين الدول والبلدان , يفهمها الجميع , وعلى ذلك أوضح بأن : الأوبريتات السعودية لمهرجان الجنادرية السعودي , هل أفضل و أقوم و أنجح من أوبريت عشان بلدنا السوداني و بكل صراحة ووضوح , لو زعل مني الكثير من السودانيين ,و كذلك الأوبريتات الوطنية الكويتية , والاوبريتات الوطنية البحرينية , والاوبريتات الوطنية الإماراتية . و كذلك الأوبريتات القطرية , و الأوبريتات العمانية كذلك , و أذا ما طلبتم معرفة المزيد من ثقافة الأوبريتات , فتجدونها الأوبريتات الأولي في الجمهورية المصرية , حيث و جود دور أوبرا و المملكة الأردنية الهاشمية و السورية واللبنانية والعراقية , لكون هذه الدول تملك الفرق الأوركسترالية , بالعلم بأن جمهورية السودان , يوجد فيها الفرق الأوركسترالية السودانية الكثيرة , فأن هذا الأوبريت علشان بلدنا , لو يرقى لمستوى الفرقة الأوركسترالية السودانية لكان أفضل مما أتانا به , من المؤمل على تلك الفرق الأوركسترالية أن يكون على عاتقها صناعة مثل هذا الأوبريت , فأستطيع القول بكل صراحة و بمليء فمي وبأعلى صوت : أن هذا الأوبريت علشان بلدنا , لم يرتقي إلى طموح الدولة السودانية بجداره بقدر ما هو عبارة عن أغنية وطنية عاطفية , و المنزلة الدونية القليلة الارتفاع شيئاً بسيطاً , بأن هذا الأوبريت يمتازل بمنزلة الشباب الشعبي المحلي , ( ولا أحد من القراء السودانيين يزعل لياً !!) لن ذلك هو رأي الشخصي و أحتفظ به , لأنه ليس في هذا الأوبريت الشبابي الشعبي المحلي التالي :
1- وجود رجال الطرب السودانيين الدوليين في هذا الأوبريت , ولا حتى واحد منهم ( و الكل يعرف أسماء رجال الدولة السودانيين الفنانين ), فلم يشرف هذا الأوبريت رجل واحد منهم ! .
2- السفه بعازفين الدولة السودانية الفنانين , مثل الفنان العازفين الموسيقاريين , شرحبيل و محمد الأمين و غيرهم من الحياء الذبن يرزقون !.
3- لم يكن ملحن هذا الأوبريت عشان بلدنا , من كبار ملحنين الدولة السودانية المعتبرين , بعد كل الاحترام والاعتبار لملحنه الأصل و الأساس , الذي فاته الكثير الكثير , من مقومات اللحن و الموسيقى والتوزيعات السودانية القومية , و طرائق و فنون التلحين , منها : اشتقاق المتممات و الكماليات اللحنية , من أصل اللحن , حيث فاته الردود و الرجعات للكلمات , و تجانس النغمات بالكلمات والحروف , و تحويل و تحوير النص الغنائي الشعري , إلى نص مغنى و اشتقاق كلمات التأكيد و الجزم و الحتمية و القطعية , و توظيف تقوية المعني في المبنى اللحني , ( أي أعادة صيغ من الكلمات ) كخلفية كورال تأكيدية لما يتغنى به المغني في صولفيجه الغنائي , و من أداء دور الكورال الاعتيادي , أي التداخلات الخلفية المدعمة للمعنى المشتقة من أصل الكلمات المعناه , على شكل هارموني أو تضاد صوتي أو تجانس نغمي معين على يؤدى على أحد نقاط التونور أو الجهيرة , بالعلم بأن كافة الأصوات المغنية في هذا الأوبريت في خاماتها الكثير من الإمكانات لم تكتشف , ولم توظف التوظيف السلم , فقط يترك المغني و هو يغني لوصلته على حده , و بدون معرفة الكلمات الغنائية التي يستوجب فيها التقبيل و التذييل للصولفيج الغنائي , و مصطلحات فنية خاصة بالأداء للصولفيج الغنائي قد أسقطت , بالعلم بأن غالبية الأصوات المؤدية , بها إمكانات لم يفعل بالشكل الصحيح كما يجب , كما أن هذا الأوبريت فيه مقومات الملحمة الكورالية الغير مكتشفة , و الغير مستعملة أصلا في الكثير من الفنون السودانية , سوى الإلقاء لكورالي المباشر ( العادي ) , و غير مستعملة أصلاً إلى عند النصارى المسيحيين , هم لأدرى و لأخبر بها في كل عمل غنائي فيه أداء كورالي .
يتبعه البقية الجزء الخامس