الثلاثاء، 10 مايو 2016

قراءات نقدية في البوم أحسائي ( ج 5 )



السابع و العشرون : ( 5 )
قراءات في البوم ( أصوات الطبيعة من حولنا )
للموسيقار : خالد أبو حشي
---------------------------------------(خلاصة تحليلية أولية )
تحليل
----------------------------------------( التحليل الثقافي ):
أن هذا الألبوم ليس به نسبة تحليل ثقافية , بقدر ما هو بحث أكاديمي في الحدود الجغرافية الأحسائية , و عبارة عن كتابة رسالة مفادها : أن هناك شخص أحسائي له ميول فنية , يستطيع كتابة ما في الحدود الجغرافية بواسطة الموسيقى , و يجانس بين الأصوات أن كانت طبيعية من الطبيعة , أو من مجرد عزف الصوت , بآلات عزف الموسيقى , و قد وفق في رسالتة هذه , و كانت القراءات في هذا الألبوم , هي لكشف أسبار و أسرار المحتوى العلمي , و الذي كتب به و بواسطته الموسيقار خالد أبو حشي , أروع الصور الصوتية , و ناقش محتويات الصوت , وعمل مختبر تحليلي صوتي من الطبيعة , و أستخلص نتائجه , ووجد أن تحاليله المخبرية , أوصلته إلى ناتج جديد , وناجع و هام كاختراع و ابتكار , يفيد بقدر ما في المفهوم الاحسائي على وجه التحديد , بهذا الاكتشاف لهذا الشخص , وطرح نظرية علمية موسيقية , على أنها نظرية طبيعية فيزيائية , لها الوجهان لعملتها المتداولة , كما أنه قد أستخرج و أستنبط رؤى فائقة التعبير , بماهية أصوات الطبيعة في الاحساء و في خارجها , و أظن أن هذا الموسيقار , يعني الطبيعة الاحسائية , لأن الاحساء ريفية , وفيها نفس الأصوات التي حاكى بها الموسيقى , و نفذ بالموسيقى تعابير أصوات الآلات , التي فيها و بواسطتها , معاني للصوت المعزوف , على خصائص عزف كل آلة موسيقية .
وما أذكر بأن لهذا البحث الصوتي الفيزيائي , عبر محتويات هذا الألبوم , أنه نتاج ثقافي , بقدر أنه نتاج طبيعي يختص بالطبيعة , النباتية و الحيوانية , وباقي مكونات أصوات الطبيعة , مثل الماء و الهواء في مواقع جغرافية كثيرة , كالبحر و الجبال و الصحراء و الفضاء , فلم يتطرق الباحث الموسيقار هنا , إلا الإنسان لأنه راعي الثقافة , وليس هناك علاقة ثقافية بفيزيائية الأصوات , ما عدى علاقة العازفين بعزف الآلات الموسيقية , كمهنة تصدر الصوت الموسيقي , وليس هناك ثقافة تذكر في هذا الألبوم , من أقوال و أفعال بشرية , ولم يكن هناك في ثقافته أي الموسيقار , من كان يفكر أصلاً , بأن أصوات الطبيعة من الممكن أن يعبر عنها بالصوت الموسيقي , ولا توجد هناك البحوث الاسترشادية التي تأكد لنا ذلك .
أن الطبيعة وأصواتها , يعاش فيها وعليها , وأنها جزء من مكونات الاحتواء الثقافي , كحدود جغرافية , أما تزرع وأما أن تنبت و تنشأ طبيعياً , أو يعملها الإنسان أو هي مخلوقه أولاً طبيعياً , وليس للإنسان شأن في تكوينها , سوى الاستمتاع بها , أو الاستفادة منها ,... أما الحيوانات فهي مخلوقات لها أصواتها الصادرة منها , وقد تعطي صور توحدية لثقافة الريف , أو تحمل أسماء أهل ثقافة معينة !, فعلى ذلك فأن هذا الألبوم ليس ثقافياً , بقدر ما قرأناه من معلومات مهمة منه , في بعض محتوياته , و تلك القراءات هي قراءات فردية اجتهادية , نأمل أن ننور القراء الكرام , ببعض المفيد منها , على أنها معلومات صحيحة , و معترف بها علمياً , و ثقافياً و فكرياً و اجتماعياً ....إلخ .
السؤال المحير هنا هو : لماذا فكر هذا الموسيقار في هذه الأبكتار , وألف محتوياتها و فاعلها مع بعضها البعض , و حلل و صال و جال و خرج لنا بهذه الرسالة العلمية ؟.
أجاوب على هذا السؤال و أقول : ماهو إلا التحدي و رسم خط أحمر لغيره , لكي لا يتجاوزه , وأعتقد أن هناك تحدي بينه كموسيقار , و رجال المسرح الأحسائي , أو إعطاءهم و تلقينهم درساً مسرحياً , بواسطه ثقافته الموسيقية , و يعلمهم بأنه قادر على مناورتهم مسرحياً , كما فعل في هذا الألبوم الرائع , لكي يكون هو أستاذ مسرح , بكل استحقاق و اقتدار , وهو غير رجال المسارح الارتجاليين , الذين لا يحملون الشهادات في المسرح , ولم يتوصلون حتى الآن لما توصل له أو صنعه ,... إذا لم تكن أجابتي صادقة على هذا النحو !, فقد أكون خاطئاً و أرجو السموحة ممن تعديت على مشاعره , ولكنها الحقيقة , لكون أن هذا الألبوم هو البوم علمي , لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال , و إن لم يخص المسرح , فأنه يخص الموسيقى الأكاديمية , التي تكتب المسرحيات المعزوفة , على مسارح دور الاوبرا العالمية , و ما على المسرحيين إلا تمثيل الادوار بأجسادهم , و هنا يكمن أن الحدث الأبرز هنا , هو الصوت في صناعة الاحداث , وهو فيزيائي له دلائل و لغة و معاني . آمل أن أكون خاطئ في ظني بعلاقة هذا الألبوم بالمسرحيين الاحسائيين , ولكنه البوم مصمم لمسرحية أحسائية أسمها ( أصوات الطبيعة من حولنا ) , وهذا الموسيقار خالد أبو حشي هو السيناريست لها , و مؤلف الموسيقى التصويرية لها , و منتجها بواسطة مؤسسة الإنتاجية الأحسائية / مؤسسة خالد أبو حشي للإنتاج والتوزيع الفني بالأحساء , عبر فرقة خالد أبو حشي للفنون المسرحية والإنشاد .
-----------------------------------( التحليل العلمي ) :
لقد تحدثت بإسهاب في قراءتي , لبعض محتويات هذا الألبوم , باجتهادي الفردي , كما أنه ليست هناك علاقة لديموغرافية الأحساء , بهذا الألبوم , حيث لا توجد هناك مكتبة توثيقية في الأحساء , تقوم بتوثيق المصنفات العلمية , المجازة من قبل وزارة الثقافة والإعلام , إلا مكتبة الملك فهد للمصنفات بالرياض , هي التي تعطي ( الرد مك ) للمصنفات العلمية الوطنية , و تقوم بالتوثيق العلمي , وحقوق أصحابه المؤلفين له . ليس هناك في الاحساء ذائقة قابلة لمثل هذا المبحث العلمي بهذا الألبوم , ولا يفهم كونه مؤدى بموسيقى لا يفهمها الشعب هناك , و ليست مستساغة أو معمول بها , سوى أنها موسيقى أجنبية , مذمومة و غير مرحب بها ( أي التوزيع الموسيقى ) , و لا يوجد هناك أدارك ثقافي أو علمي أو جغرافي أو تاريخي أو بايلوجي حتى , تجاه هذا الألبوم , ما عدى كونه البوم موسيقى بأصوات حيوانات , لا يستمع إليه و غير معتاد و لا مرحب به و غير متداول , و ( يفشل و يقطع الوجه ) , له لقب خاص بأنه : البوم فاشل بكل المقاييس في الاحساء , والشعب ليس متعود على سماع مثل هذه الألبومات , يكفي الشخص سماعه مرة واحدة , ويلقيه في سله المهملات إلى الأبد .
أن أغلبية النوابغ أو المبتكرين أو المؤلفين أو الصانعين , دائماً ما يأتون قبل أوانهم , أن كانوا في دول متأخرة , و دائما ما يكون الناتج لهم مرفوع فوق الرؤوس إذا لم يكن هناك , البديل أو المرجع أو المتخصصين المناطة بهم ما ابتكروه , أما ماهو في والطليعة في مكان ما , هو الأب الروحي لناسه , حتى لو كان جاهلاً بأمور ما يتقنه , و في البلدان المتقدمة هو لا شيء يذكر وهناك توجد الأساتذة المؤكدمين فيما يجهله الشهير في بلد متأخر . و هناك المحاربين للنوابغ من نفس الجلدة , خوفاً من أن يأتي شخص آخر و يأخذ مكانتهم , و هناك نوابع في بلدان متأخرة معروفون في بلدان متقدمة , و يعتبرون المتقدم في بلد متأخر هو واحد منهم متقدم إلى المستقبل . وعلى هذا يكون الحال في كل الأحوال .
----------------------------------( التحليل الديني ) :
أن هذا الألبوم ليس فيه أي شيء يصلح مع الدين , سوى نوت العزف , فأنها تصلح لإنشاد ديني أو أنشاد وطني أو أنشاد كشفي , خاصة و أن حبكة نوت العزف متقنة أشد أتقان , و موزعة بتوزيع موسيقار فذ و ليس فيها أي خلل يذكر , و يفهم هذه النوت أهل الديانات في بلدان أخرى , حين أن أنشادنا الحالي هو عبارة عن الحان أغاني طربية , يطرب فيها المنشد ( طرب سنقل فردي غناء منفرد ) , سواء مع ايقاعات أم بدون ايقاعات . ليس في محتويات هذا الألبوم كلمات غنائية لكي ينظر فيها أهي حلال أو حرام , سوى أن هذا الألبوم منفذ بالمعازف , و موسيقى هادئة و هناك من أجاز و أفتى بجواز الموسيقى الهادئة و بدون كلمات و بدون رقص يذكر , أما المناسبة فهي مناسبة شريفة لمقام الطبيعة في غنائها الطبيعي , بالاشتراك مع غناء الحيوانات , وهو أداء عادي جداً و ليس فيه شيء , لكون الحيوانات لا تطرب مثل ما يطرب الإنسان المطرب .
--------------------------------( التحليل الاجتماعي ) :
أن هذا الألبوم هو عبارة عن شيء خطر في بال مؤلفه , و ليس له قبول لدى المجتمع , لكونه فاقد الاستعمال الاجتماعي , و غير محبب اجتماعياً , كون أن التفنن في صناعة هذا الألبوم غير موفقة كغناء راقي , معروف عند مجتمع معين , فالمجتمع يرفض من هذا الألبوم كونه البوم يسمع مرة واحدة ليعرف ما فيه فقط , أما بالنسبة لجدوى الفكر الاجتماعي , فأن هذا الالبوم عبارة عن مصنف , يفهمه الفنانين لمجتمع الاحساء فقط , بعيداً عن تداوله لأنه غير صالح للاستعمال أو للاستماع على مر الزمن , أن هذا الألبوم عبارة عن مادة أكاديمية للمجتمعات المتقدمة التي يقال عنها : أنها مجتمعات مستقبلية , فيها كل الابتكارات العلمية التي تفيد المجتمع .
----------------------------------( التحليل الفني ) :
أن صناع الفنون المتقنة , يعتبرون صناع ثقافة صحيحة , ما لم يتعرضون في صناعتهم للتعبير عن الدعارة و الحرام و المشتبهات و الموبقات , فتعتبر صناعتهم تعبيراً عن ثقافتهم , و تعرف مستويات الثقافة لشعب ما , بما صنعوه و من جميل و اصبح فن من فنون الحياة استهلاكاً و تعاملاً و مداولة , فأن هذا الألبوم يعد صناعة ثقافية فنية خالصة , في بلد لا يستحقه و ليس له وجود فيه , فقد ينفع هذا الألبوم الجميل في ثقافة أخرى , تحتفظ به و تعطي صاحبه الجوائز عليه , و تخلد أسمه في قائمة الابتكارات الفنية , و تدون هذا الألبوم في قائمة مقدرات الشعب و تتخذه ركيزة من ركائز الفن , وتتباها به لكونه نتاج ثقافي فني لفنان مواطن , يعبر بهذا الألبوم عن مفاهيم شعبه الفنية الأكاديمية , و يعرض على المستشرقين على أنه نتاج مواطن فنان يستحق الاحترام والتقدير , و يعبر عن ثقافة فنية لشعبه و كيفية تفكيرهم , ( هذا ليس موجود لدينا في الأحساء !!) .
--------------------------------( العرض والتسويق ) :
يعد هذا الألبوم نتاج فني خاص , أي ليس ممول بأموال حكومية , أو مصنوع لنشاطات حكومية في أندية أو جمعيات , و أنه مصنف خاص منتج عبر مؤسسة تجارية خاصة, لا يحق لمؤسسة كانت , استخدام محتويات هذا الألبوم في العروض أو التسويق , إلا بأخذ أذن مسبق من المؤسسة المنتجة , و صاحب الابتكار لهذا الألبوم , أما التسويق فهو لالبوم لمسرحية أحسائية تجارية , مشاركة في ( مهرجان المسرح الأحسائي التجاري ) .