الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

الفن الحساوي تحليل ثقافي 25


محللين الغفلة الثقافية

الخامس و العشرون: في التحليل الثقافي المتصل بالفن
في الحقيقة أنا لا أدري من أين خرج علينا المحللون الثقافيون هذه الأيام ؟! , تجد الشخص لا يملك مؤهلات فيما سوف يحلله ثقافياً , و عندما يتحدث لا تجد في حديثة أياً من أسس التحليل الثقافي , لا من قريب أو من بعيد , و عندما تصمت لتسمع حديثه , لا تشعر بأنك قد خرجت بشيء مفيد من حديثه ,... ما هؤلاء المتبلين على التحاليل الثقافية ؟! , و خصوصاً علاقتهم بالفن و الطرب و الموسيقي في الثقافة ! ماهي العلاقة ؟ .

 و أنه في هذه الأيام يسهل علينا أن نجمع البسطاء السذج في قاعة , و ندخل عليهم جاهل أبله ليحدثهم عن التحليل الثقافي للفن .
و قلَ من يدرك بأهمية التحليل الثقافي من ناس اليوم , بل و أختلط الأمر عليهم بمحدثهم الذي لا يفقه في التحليل أية حُلة , و عقدة الشهرة أو المنزلة العلمية بغير تخصص .

و لا تجد من يقف في وجه هذا الأبلة المتحدث عن التحليل , أي من الرجال الأدباء أو المثقفين علمياً ليقفون في وجهه , ويردعونه يصدونه على ( تحاليل خرابيطه المزعومة منه ) , بل و ليس هناك من يجرؤ على أيقاف هذا الأبله , من التحدث و الخرمطة  و الخراط في حديثه .

و الأدهي و الأَمر أن خرابيط محللنا الثقافي تنشر على اليوتيوب لكي يتفرج و يستهزئ عليها , أصحاب الخبرة و المنزلة الأكاديمية , فيما يتحدث عنه ذلك الأبله , الذي رأى نفسه محلل ثقافي و هو في الواقع مخرب ثقافي ( أبقر ) . ( أنتمنى أن أعمل مناضرة مع واحد منهم ) .

تعالوا معي قليلاً نأخذ مقتطفات من أحاديث المحللين البلهاء , لكي نضحك عليهم قليلاً أنا وأنتم , و نجردهم من ملابسهم و نرد عليهم بما تلفظوا به من السنتهم .
1-   عامل نفسه محلل ثقافي همه التركيز على السباب و الشتم , على أنه عيب أن يسب أو يشتم , ذلك الفنان الذي سوف يتحدث عنه هو , و أن مجتمعه غلطان بسب الفنان !!.
2-   يتعرض لرجال الدين بتوبيخهم و النيل منهم لا لأنهم رجال دين , ولكنهم رجال أساءو  فهم الفنان الذي سوف يتحدث عنه محللنا في حديثه . ( و نعني هنا الفنان القذر ) .
3-   يصول و يجول حول نتاج الفنان الذي سوف يتحدث عنه , و محللنا لا يفهم جهة الفن الثقافية و الاجتماعية , ... و الفنان الممدوح أصله جاهل بالفن و الصناعة الفنية , و منشز و يعزف على عود مفلول الأوتار غير مدوزن , والموسيقى في جانب و أداء فنانه الغبي جانب آخر ,  و الفنان الممدوح هذا  ليس لديه أي معلومة موسيقية صحيحه , يعني فنان خارج من بيتهم و من بطن أمه فنان هذا على السليقة !. ( و تعال يا محللنا و حلل !! ) .
4-   متحدث محلل ثقافي مدافع عن الجلسات لفنانه المتحدث عنها في تحليله , مادح البيوت التي تقام فيه الجلسات و السهرات و الليالي الحمراء , متناسي بأن هذه الجلسات المحرمة  فيها ما يغضب الله سبحانه وتعالى , من لواط و زنا و شرب الخمر و المخدرات , وكأن الجلسات الفنية في نظر محللنا الثقافي الأبله هذا , هي جلسات علم و نور وأيمان . ( و لم يتحدث محللنا عن الجلسات الفنية الشريفة ) .
5-   و يتحدث محللنا على أن المجتمع هضم حق الفنان الذي سوف يتحدث عنه و يحلله , و يتحدث و يضيف أن المجتمع  مضطهد للفن والفنانين !!, متناسي أن جلسات فنانه هي عبارة عن محرمات باسم الفن . ( الفنان الذي ذكره بحسن سيرة و هو فنان زنا و فواحش ) .
6-   يصف و يوحد باقي الفنانين الشرفاء , في صف واحد مع الفنانين العاهرين الداعرين الدشر , ولا هناك تمييز أخلاقي بينهم , ولا فوارق فنية يمتاز بها كل فنان , ولا هناك في حديثه أي من قصص الجرائم , التي ارتكبت الفنان القذر بحق الأبرياء جراء حضورهم مثل تلك الجلسات . ( أي أن الشعب بسيط يؤيد من الفنانين من يجرح شعورة بكلمات جنسية ) .
7-   التناسي و التقاضي عن قضايا الأجرام , التي أرتكبها فنانوه المتحدث عنهم في تحليله الثقافي هذا من أفعال شنيعة بأفراد المجتمع , على ذلك يرى نفسه أنه محلل ثقافي بطل بالتفوه ( بالبقارة ) الفذة , و ( مخرمط ) على الناس حضور أمسيته , وخادعهم بأنه محلل ثقافي مختص في الفن و الفنانين و الثقافة , وقادم لكي ينقذ الفن و الفنانين كافة , و يجعل منهم رموز و أقمار في السماء و كواكب . ( فنانون التحرشات الجنسية ) .
8-   استخدام مصطلحاته الخاصة به , لتجميل سرد الحكاوي و القصص لسير فنانيه الأبطال منقذين البشرية , بفنهم المتخلف . ( لا نعني هنا الشرفاء من الفنانين المذكورين ) .
9-   التأكيد على سلعتهم الإنتاجية بأنها نوع فاخر من الصناعة الفنية , ولا يوجد مثيل لها مطلقاً بين علماء الفن , وكأن سلعتهم تلك هي سلعة مقدسة و مباركة , يجب على الكل التبرك بها , و الأخذ بها كسلعة نادرة مرصعة بالجواهر و اللؤلؤ !!, و على من ترك تلك السلعة فأنه قد باع ثقافته و تخلا عن أصله وفصله !, وترك و هاجر عن وطنه الأصلي فهو خسران !. ( تقديس للفن الغير مدروس ) .
10-                      من الطبيعي أن المتحدث عن شيء ما , و يسأل عن الصلة المقربة لذلك الشيء , فمثلاً : عندما تسأل شخص عن منفعة الطب في علاج معين , يجب أن يعرف السائل الشخص الذي سوف يطرح عليه السؤال , هل هو مختص أم لا , و أذا كان مختص في الطب , يسأله عن الجوانب الأخرى للعلاج , لكي يحصل السائل على المنفقة المرجوه , ومحللنا الثقافي هذا المتحدث لو سألته عن علاقة نغمة السيكا بمقام السيكا , سوف لن يرد عليك ! , ذلك لسبب بسيط و هو : أنه المحلل الثقافي قد ورط نفسه في مالا يفقه فيه , ولو كنت أنا وقتها من حضور تلك الامسيات البطالة للمحلل الثقافي البطال , لأنزلته من منصته و عرفت الحضور بجهل هذا المتحدث بغباء عن التحليل الثقافي للفنان و الفنانين .
11-                      هذا المحلل الثقافي  الأبله لا يعترف بالوازع الديني , وأهميته بتحصين المجتمع من الفنانين القذرين و الفن القذر , و يجعل الدين و رجال الدين في منزلة الحضيض و - العياذ بالله  - في حديثه عن رفعة الفنان المعين المخصوص صاحب ( كأس و ك..... ) بأنه يجب على رجال الدين عدم ملاحقة هذا المطرب القذر , وعدم تكسير عوده على رأسه !! , و تخريب سهراتهم ذات الكأس و المخدر و اللواط و الزنا . ذلك من دون الجلسات الفنية الشريفة  ( أنا لا أعرف هل هذا محلل ثقافي ) أم محلل للمحرمات ؟!!.
12-                      هذا المحلل الثقافي جمع السلوكيات من الاجتماعيات , و الفرضيات من الاحتمالات و التخلف من علوم الفن , و النتاجات الركيكة من الأعمال , و دمجهم بهوى في قلبه , حباً في ذكر أسم منطقته , على محمل الفن الشعبي , و أستهان بعلوم الفن و بآراء رجال الدين , و نفَّر من نظرة المجتمع العامة للفن المحلي الغير مسترشد , و خلطهم في خلطته السرية , وطبخ لنا طبخة سماها تحليل ثقافي !!. ( أن الساحة مفتوحة يقول فيها من يشاء ما يشاء ). ( و لا همك أنت !! ) .
13-                      والأمر في الموضوع أنه تجده يخوض التاريخ , و يحضر لك مقالة من التاريخ من زمن آخر , ويؤكد عليها في هذا الزمن , مدعم أقواله بماضي الفن البسيط البدائي.
أخي القارئ الكريم :
1-   بالله عليك أيها القارئ العزيز هل تصدق بأن كل ما ذكرته عبارة عن تحليل ثقافي ؟.
2-   هل تعترف بحديث هذا المخرف هذا و الاخذ به على أنه تحليل من الفن إلى الثقافة أو العكس؟.
3-   حدد رأيك بهذا المتحدث عن التحليل الثقافي , و ما ادعاه هل هو  تحليل أكاديمي أو أنها أقوال لمتحدث صاحب تقَول مزاجي !!, و مدافع عن الثقافة والفن بطريقة الشارع , الخالية من أدبيات التحدث العلمية , غير محضر لقرائن وبراهين وشواهد الأكدمة العلمية .

أنك عزيزي القارئ الكريم سوف تصدقني أن قلت لك : أن التحليل في المجتمع بحقل قضاياه , من خلال التحليل الثقافي , ومن جملة الأمثلة التي يسوقها المحلل الثقافي , مما توفر له من فرص لمعالجة , الفن واللغة والدين والهوية والتاريخ , وتصورات الزمان والمكان , وفقا لمنظور تحليلي ثقافي خالص , من اجل التوصل إلى خطوات أولية , ذات أبعاد تحيط بالمجتمع , واهتمام المحلل الثقافي بالمشاكل الظاهرة , فوق سطح الأماكن و الوجود لصالح الثقافة , مشيراً هنا إلى سياقات متنوعة , منها علمية و فقهية و تجارب و خبرات   و نظريات مستجدة مستقبلية , و تطورات البناء الهيكلي المستخدم للاستهلاك , وجوانب الابتكار من الزوايا تشعبية منه , و قد ننظر من الأبتكار إلى نظريات منها إلى عوالم مخفية عليناً سابقاً .

 كل ذلك هي أدوات المحلل الثقافي , بأنه لن ينسى فقه واحدة من كل ذلك , لكي يصبح متحدث موثوق به , و مرجع إذا ما طلب منه ذلك , و مساعداً و مستشاراً و شريكاً في التعليم و التفهيم و مهنية التحليل .. أن كان محللاً ثقافياً .

فهناك التحليل النفسي و السلوكي و الفكري , وهناك التحليل الطبي و الكشف المخبري باختلاف أدوات الكشف على نوعيه المكشوف عليه , و هناك التحليل الفيسلوجي  والأنثربويلوجي ...إلخ أنواع التحليلاًت و أنواع ما يحلل به لكل حالة على حدة , و هناك التحليل الثقافي للفن والفنانين , فماذا يعني محللنا الغبي أو المتغابي , من ذكر شتم و سباب و هباب ليس له علاقة في التحليل , إلا من التحليلات السلوكية و ليست الفنية !. ( أنه محلل ثقافي آخر زمن نصف كم !! ) .

أن المحلل الثقافي الحقيقي الفذ , هو الذي يستحق لقب محلل ثقافي بكل جدارة , وهو المترجم لما يحلله , و الترجمة التحليلية , هي أن معظم نظريات التحليل الثقافي المعاصر , تعتبر أن الثقافة رمزا أو علامة لها معان تحتاج إلى تفسير , والمعنى هو الآخر الغير فصيح و صريح لعامة الناس , إنما يتم ( الآخر )  تكوينه وتخليقه , عن طريق الأفعال والأشياء والتي تعتبر بدورها علامات , و إشارات و مفاهيم على النقيضين , لأنه عندما تكون على نقيض واحد , فيساور المستمع لتحليلك شكوك ( ألا أن يعرف المستمع ما في النقيض الآخر ), وتتضح لدية الفكرة وتكمل الصورة المرجوة من التحليل , ومن أهم ما توصل إليه الكتاب المحللون للتحليل , هو اعتبار أن الثقافة هي نسق من الأفعال يمكن دراستها .

وأن التحليل وهو (تفسير الواقع ) , لا هوى في القلب و لا مزاج يروق لبال , وما كان متعلقا منه بعالم الإنسان , والتبادل الاجتماعي و التوارد الفكري و الإخطار بالمستجد المفيد , ومنظور الثقافة هو الانشغال بالجدل , حول اختلاف العلوم الطبيعية المتوارثة و الثقافة المستحدثة لتقويم الثقافة المستقبلية , وفاعلية الجدل بين الذات والجسد للفعل و الإنتاج , واستيعاب العالم الموضوعي داخل الوعي , إضافة إلى الترتيب الاجتماعي للثقافة والنظم الاجتماعية . ذلك هو التحليل الثقافي و التعريف به .

كما أن الثقافة كالتراث لأجلها البناء ومنها التلوث , و النظام الأخلاقي والحدود الرمزية و الأوضاع الهامشية , والخطر هنا يكمن في أوضاع المحللين للثقافة الشاذين , إلى مسألة الهامشية و طمسها , في الحياة الاجتماعية ومواضيع كانت غاية في التأكيد و بارزة للعيان ,على الأسس النظرية التـي تعالج قيم الثقافية , و عرض والوجوه الثقافية كما هي , ذلك لأنها من تمام و كمال النسيج الثقافي و المجتمعي .