محللين الغفلة الثقافية
الخامس
و العشرون: في التحليل الثقافي المتصل بالفن
في
الحقيقة أنا لا أدري من أين خرج علينا المحللون الثقافيون هذه الأيام ؟! , تجد
الشخص لا يملك مؤهلات فيما سوف يحلله ثقافياً , و عندما يتحدث لا تجد في حديثة
أياً من أسس التحليل الثقافي , لا من قريب أو من بعيد , و عندما تصمت لتسمع حديثه ,
لا تشعر بأنك قد خرجت بشيء مفيد من حديثه ,... ما هؤلاء المتبلين على التحاليل
الثقافية ؟! , و خصوصاً علاقتهم بالفن و الطرب و الموسيقي في الثقافة ! ماهي
العلاقة ؟ .
و أنه في هذه الأيام يسهل علينا أن نجمع البسطاء
السذج في قاعة , و ندخل عليهم جاهل أبله ليحدثهم عن التحليل الثقافي للفن .
و قلَ
من يدرك بأهمية التحليل الثقافي من ناس اليوم , بل و أختلط الأمر عليهم بمحدثهم
الذي لا يفقه في التحليل أية حُلة , و عقدة الشهرة أو المنزلة العلمية بغير تخصص .
و لا
تجد من يقف في وجه هذا الأبلة المتحدث عن التحليل , أي من الرجال الأدباء أو
المثقفين علمياً ليقفون في وجهه , ويردعونه يصدونه على ( تحاليل خرابيطه المزعومة
منه ) , بل و ليس هناك من يجرؤ على أيقاف هذا الأبله , من التحدث و الخرمطة و الخراط في حديثه .
و الأدهي
و الأَمر أن خرابيط محللنا الثقافي تنشر على اليوتيوب لكي يتفرج و يستهزئ عليها ,
أصحاب الخبرة و المنزلة الأكاديمية , فيما يتحدث عنه ذلك الأبله , الذي رأى نفسه
محلل ثقافي و هو في الواقع مخرب ثقافي ( أبقر ) . ( أنتمنى أن أعمل مناضرة مع واحد
منهم ) .
تعالوا
معي قليلاً نأخذ مقتطفات من أحاديث المحللين البلهاء , لكي نضحك عليهم قليلاً أنا
وأنتم , و نجردهم من ملابسهم و نرد عليهم بما تلفظوا به من السنتهم .
1-
عامل نفسه محلل ثقافي همه التركيز على السباب و الشتم , على أنه عيب
أن يسب أو يشتم , ذلك الفنان الذي سوف يتحدث عنه هو , و أن مجتمعه غلطان بسب
الفنان !!.
2-
يتعرض لرجال الدين بتوبيخهم و النيل منهم لا لأنهم رجال دين , ولكنهم
رجال أساءو فهم الفنان الذي سوف يتحدث عنه
محللنا في حديثه . ( و نعني هنا الفنان القذر ) .
3-
يصول و يجول حول نتاج الفنان الذي سوف يتحدث عنه , و محللنا لا يفهم جهة
الفن الثقافية و الاجتماعية , ... و الفنان الممدوح أصله جاهل بالفن و الصناعة
الفنية , و منشز و يعزف على عود مفلول الأوتار غير مدوزن , والموسيقى في جانب و
أداء فنانه الغبي جانب آخر , و الفنان
الممدوح هذا ليس لديه أي معلومة موسيقية
صحيحه , يعني فنان خارج من بيتهم و من بطن أمه فنان هذا على السليقة !. ( و تعال
يا محللنا و حلل !! ) .
4-
متحدث محلل ثقافي مدافع عن الجلسات لفنانه المتحدث عنها في تحليله ,
مادح البيوت التي تقام فيه الجلسات و السهرات و الليالي الحمراء , متناسي بأن هذه
الجلسات المحرمة فيها ما يغضب الله سبحانه
وتعالى , من لواط و زنا و شرب الخمر و المخدرات , وكأن الجلسات الفنية في نظر
محللنا الثقافي الأبله هذا , هي جلسات علم و نور وأيمان . ( و لم يتحدث محللنا عن
الجلسات الفنية الشريفة ) .
5-
و يتحدث محللنا على أن المجتمع هضم حق الفنان الذي سوف يتحدث عنه و
يحلله , و يتحدث و يضيف أن المجتمع مضطهد
للفن والفنانين !!, متناسي أن جلسات فنانه هي عبارة عن محرمات باسم الفن . (
الفنان الذي ذكره بحسن سيرة و هو فنان زنا و فواحش ) .
6-
يصف و يوحد باقي الفنانين الشرفاء , في صف واحد مع الفنانين العاهرين
الداعرين الدشر , ولا هناك تمييز أخلاقي بينهم , ولا فوارق فنية يمتاز بها كل فنان
, ولا هناك في حديثه أي من قصص الجرائم , التي ارتكبت الفنان القذر بحق الأبرياء
جراء حضورهم مثل تلك الجلسات . ( أي أن الشعب بسيط يؤيد من الفنانين من يجرح شعورة
بكلمات جنسية ) .
7-
التناسي و التقاضي عن قضايا الأجرام , التي أرتكبها فنانوه المتحدث
عنهم في تحليله الثقافي هذا من أفعال شنيعة بأفراد المجتمع , على ذلك يرى نفسه أنه
محلل ثقافي بطل بالتفوه ( بالبقارة ) الفذة , و ( مخرمط ) على الناس حضور أمسيته ,
وخادعهم بأنه محلل ثقافي مختص في الفن و الفنانين و الثقافة , وقادم لكي ينقذ الفن
و الفنانين كافة , و يجعل منهم رموز و أقمار في السماء و كواكب . ( فنانون
التحرشات الجنسية ) .
8-
استخدام مصطلحاته الخاصة به , لتجميل سرد الحكاوي و القصص لسير فنانيه
الأبطال منقذين البشرية , بفنهم المتخلف . ( لا نعني هنا الشرفاء من الفنانين
المذكورين ) .
9-
التأكيد على سلعتهم الإنتاجية بأنها نوع فاخر من الصناعة الفنية , ولا
يوجد مثيل لها مطلقاً بين علماء الفن , وكأن سلعتهم تلك هي سلعة مقدسة و مباركة ,
يجب على الكل التبرك بها , و الأخذ بها كسلعة نادرة مرصعة بالجواهر و اللؤلؤ !!, و
على من ترك تلك السلعة فأنه قد باع ثقافته و تخلا عن أصله وفصله !, وترك و هاجر عن
وطنه الأصلي فهو خسران !. ( تقديس للفن الغير مدروس ) .
10-
من الطبيعي أن المتحدث عن شيء ما , و يسأل عن الصلة المقربة لذلك
الشيء , فمثلاً : عندما تسأل شخص عن منفعة الطب في علاج معين , يجب أن يعرف السائل
الشخص الذي سوف يطرح عليه السؤال , هل هو مختص أم لا , و أذا كان مختص في الطب ,
يسأله عن الجوانب الأخرى للعلاج , لكي يحصل السائل على المنفقة المرجوه , ومحللنا
الثقافي هذا المتحدث لو سألته عن علاقة نغمة السيكا بمقام السيكا , سوف لن يرد عليك
! , ذلك لسبب بسيط و هو : أنه المحلل الثقافي قد ورط نفسه في مالا يفقه فيه , ولو
كنت أنا وقتها من حضور تلك الامسيات البطالة للمحلل الثقافي البطال , لأنزلته من
منصته و عرفت الحضور بجهل هذا المتحدث بغباء عن التحليل الثقافي للفنان و الفنانين
.
11-
هذا المحلل الثقافي الأبله لا
يعترف بالوازع الديني , وأهميته بتحصين المجتمع من الفنانين القذرين و الفن القذر
, و يجعل الدين و رجال الدين في منزلة الحضيض و - العياذ بالله - في حديثه عن رفعة الفنان المعين المخصوص صاحب (
كأس و ك..... ) بأنه يجب على رجال الدين عدم ملاحقة هذا المطرب القذر , وعدم تكسير
عوده على رأسه !! , و تخريب سهراتهم ذات الكأس و المخدر و اللواط و الزنا . ذلك من
دون الجلسات الفنية الشريفة ( أنا لا أعرف
هل هذا محلل ثقافي ) أم محلل للمحرمات ؟!!.
12-
هذا المحلل الثقافي جمع السلوكيات من الاجتماعيات , و الفرضيات من الاحتمالات
و التخلف من علوم الفن , و النتاجات الركيكة من الأعمال , و دمجهم بهوى في قلبه ,
حباً في ذكر أسم منطقته , على محمل الفن الشعبي , و أستهان بعلوم الفن و بآراء
رجال الدين , و نفَّر من نظرة المجتمع العامة للفن المحلي الغير مسترشد , و خلطهم
في خلطته السرية , وطبخ لنا طبخة سماها تحليل ثقافي !!. ( أن الساحة مفتوحة يقول
فيها من يشاء ما يشاء ). ( و لا همك أنت !! ) .
13-
والأمر في الموضوع أنه تجده يخوض التاريخ , و يحضر لك مقالة من
التاريخ من زمن آخر , ويؤكد عليها في هذا الزمن , مدعم أقواله بماضي الفن البسيط
البدائي.
أخي القارئ الكريم :
1-
بالله عليك أيها القارئ العزيز هل تصدق بأن كل ما ذكرته عبارة عن
تحليل ثقافي ؟.
2-
هل تعترف بحديث هذا المخرف هذا و الاخذ به على أنه تحليل من الفن إلى
الثقافة أو العكس؟.
3-
حدد رأيك بهذا المتحدث عن التحليل الثقافي , و ما ادعاه هل هو تحليل أكاديمي أو أنها أقوال لمتحدث صاحب تقَول
مزاجي !!, و مدافع عن الثقافة والفن بطريقة الشارع , الخالية من أدبيات التحدث
العلمية , غير محضر لقرائن وبراهين وشواهد الأكدمة العلمية .
أنك
عزيزي القارئ الكريم سوف تصدقني أن قلت لك : أن التحليل في المجتمع بحقل قضاياه , من خلال التحليل الثقافي ,
ومن جملة الأمثلة التي يسوقها المحلل الثقافي , مما توفر له من فرص لمعالجة , الفن
واللغة والدين والهوية والتاريخ , وتصورات الزمان والمكان , وفقا لمنظور تحليلي
ثقافي خالص , من اجل التوصل إلى خطوات أولية , ذات أبعاد تحيط بالمجتمع , واهتمام المحلل
الثقافي بالمشاكل الظاهرة , فوق سطح الأماكن و الوجود لصالح الثقافة , مشيراً هنا
إلى سياقات متنوعة , منها علمية و فقهية و تجارب و خبرات و نظريات مستجدة مستقبلية
, و تطورات البناء الهيكلي المستخدم للاستهلاك , وجوانب الابتكار من الزوايا
تشعبية منه , و قد ننظر من الأبتكار إلى نظريات منها إلى عوالم مخفية عليناً
سابقاً .
كل ذلك هي أدوات المحلل الثقافي ,
بأنه لن ينسى فقه واحدة من كل ذلك , لكي يصبح متحدث موثوق به , و مرجع إذا ما طلب
منه ذلك , و مساعداً و مستشاراً و شريكاً في التعليم و التفهيم و مهنية التحليل ..
أن كان محللاً ثقافياً .
فهناك
التحليل النفسي و السلوكي و الفكري , وهناك التحليل الطبي و الكشف المخبري باختلاف
أدوات الكشف على نوعيه المكشوف عليه , و هناك التحليل الفيسلوجي والأنثربويلوجي ...إلخ أنواع التحليلاًت و أنواع
ما يحلل به لكل حالة على حدة , و هناك التحليل الثقافي للفن والفنانين , فماذا يعني
محللنا الغبي أو المتغابي , من ذكر شتم و سباب و هباب ليس له علاقة في التحليل ,
إلا من التحليلات السلوكية و ليست الفنية !. ( أنه محلل ثقافي آخر زمن نصف كم !! )
.
أن
المحلل الثقافي الحقيقي الفذ , هو الذي يستحق لقب محلل ثقافي بكل جدارة , وهو المترجم لما يحلله , و الترجمة التحليلية ,
هي أن معظم نظريات التحليل الثقافي المعاصر , تعتبر أن الثقافة رمزا أو علامة لها
معان تحتاج إلى تفسير , والمعنى هو الآخر الغير فصيح و صريح لعامة الناس , إنما
يتم ( الآخر ) تكوينه وتخليقه , عن طريق
الأفعال والأشياء والتي تعتبر بدورها علامات , و إشارات و مفاهيم على النقيضين , لأنه
عندما تكون على نقيض واحد , فيساور المستمع لتحليلك شكوك ( ألا أن يعرف المستمع ما
في النقيض الآخر ), وتتضح لدية الفكرة وتكمل الصورة المرجوة من التحليل , ومن أهم
ما توصل إليه الكتاب المحللون للتحليل , هو اعتبار أن الثقافة هي نسق من الأفعال
يمكن دراستها .
وأن التحليل وهو (تفسير الواقع ) , لا هوى في
القلب و لا مزاج يروق لبال , وما كان متعلقا منه بعالم الإنسان , والتبادل
الاجتماعي و التوارد الفكري و الإخطار بالمستجد المفيد , ومنظور الثقافة هو
الانشغال بالجدل , حول اختلاف العلوم الطبيعية المتوارثة و الثقافة المستحدثة لتقويم
الثقافة المستقبلية , وفاعلية الجدل بين الذات والجسد للفعل و الإنتاج , واستيعاب
العالم الموضوعي داخل الوعي , إضافة إلى الترتيب الاجتماعي للثقافة والنظم
الاجتماعية . ذلك هو التحليل الثقافي و التعريف به .
كما أن الثقافة كالتراث لأجلها البناء ومنها التلوث
, و النظام الأخلاقي والحدود الرمزية و الأوضاع الهامشية , والخطر هنا يكمن في أوضاع
المحللين للثقافة الشاذين , إلى مسألة الهامشية و طمسها , في الحياة الاجتماعية
ومواضيع كانت غاية في التأكيد و بارزة للعيان ,على الأسس النظرية التـي تعالج قيم
الثقافية , و عرض والوجوه الثقافية كما هي , ذلك لأنها من تمام و كمال النسيج
الثقافي و المجتمعي .