الثلاثاء، 10 مايو 2016

قراءات نقدية في البووم أحسائي ( ج 1 )



عندما فكرت أن أبحث عن مواد طربية ( أغنيات ) , أتحدث عنها , أو موسيقى تستحق الإشادة بها في الأحساء , على أنها أعمال طربية أحسائية صرفة . لم أجد سوى الراقي منها , و هو منفذ في مصر , من قبل ملحنين أحسائيين عاميون في الطرب , لا يجدون القراء و الكتابة الموسيقية , فقط قاموا بالتلحين السماعي , ثم أرسلوه إلى استديو هات مصر لكي ينفذونه هناك , ظنا منهم بأن التسجيل المصري لألحانهم , هو الذي سوف يرفع من أرصدة اللحن , و أرصدة الفنان المطرب الأحسائي , و أنه لا خيار آخر في تلك الحقبات الماضية , إلا هذه الطريقة التي تحيي الأغنية و تعطيها قوامها و رشاقتها , وبذلك تتم عملية صناعة الأغنية الأحسائية .
و مازالت هذه الفكرة متبعة حتى يومنا هذا , و هي الطريقة السليمة لبناء أغنية , حيث تم معالجة الأغنية في أستديوهات مصر , و ضبط محتوياتها للحنية , و تصليح كسورها , وتعديل المسارات للجمل اللحنية , و توظيف هندسة الصوت الاكاديمية , لعزف الآلات الموسيقية , و كانوا في أستوديوهات القاهرة , يعرفون أن مطربينا الأحسائيين هم مطربين جهلاء بالفن الطربي و بالنوتة الموسيقية , سماعيين لا يتعاملون بالنوتة الموسيقية , وهناك تكمن المشكلة , بأن تسجل الموسيقى يكون في مصر , و أساتذة الطرب هناك يحذفون المطرب مع موسيقاه , لكي يقوم بتركيب صوته على الموسيقى , في أي مكان آخر يريده هو , أما في دولة الكويت , أو في السعودية أو في مكان آخر , ذلك لسبب عدم فهم مطربينا التعامل الغنائي في غرف البروفات , بالمعلومات الموسيقية الاكاديمية , كأداء الصولفيج الغنائي , و التعامل مع الكلمات بتلبيسها الرداء النغمي المناسبة لها , في وسط الأغنية , و باقي مصطلحات الغناء الأخرى , التي يطول التحدث عنها , فهنا أوجز بهذا القدر الكافي . هذه حقيقة لا تخفى على أحد .
هناك مطربين أحسائيين كانوا يملكون الأداء الغنائي , على طريقة العمالقة بدون فهم للنوتة الموسيقية , وكانوا لا يرضون إلا بأن تكون أغنياتهم في صف أغنيات جيل العمالقة ! , ولا أستطيع ذكر بعض من اسماء المطربين الأحسائين هؤلاء , لكي لا أقحم أسماء قد تبان بأن ذكرها في مقالاتي تجدني عليها , أو أن الرغبة الذاتية لهم , لا تفضل الحديث عنهم بذكر أسمائهم .
المهم و ما أود قوله هو : اعتقاد شائع بين أغلب المطربين الأحسائيين , بأن التسجيل في القاهره للاغنيات الأحسائية , هو السبيل الأفضل , والخيار المتاح لكي تقدم أغنية أحسائية , ذات جودة و تشرف الأحساء , و صاحبها لا يفقه في النوتة الموسيقى شيئاً, متناسين أن الأفضل من كل ذلك هو : دراسة الغناء و النوتة الموسيقية , ومعرفة التعامل بالمقامات الشرقية و عمليات التحاميل , و التشجيع على أيجاد أجواء طربية أكاديمية , تخدم الطرب الأحسائي و المطرب الأحسائي , و لكن بدون جدوى ! , ذلك لان المطرب الأحسائي يرى نفسه بأنه هو الأفضل و على الطليعة , و ينافس غيره بعنجهية سماعية , و على ركاكة ثقافته الطربية , وهو يجهل النوتة الموسيقية , كما أن المشجعين السذج قد يضرون المطرب الأحسائي , بتشجيعهم الخاطئ بقولهم له : أذهب مصر و سجل لك البوم . , فأنت مطرب ذو صوت جميل . و لم يقولون له : أذهب و أدرس الطرب في القاهرة . كما درس المطربين الخليجيين و العرب !.
وهذا الكلام لا ينطبق على مطربينا لحساء الذين يمارسون الطرب من خارج محافظة الأحساء و ففيهم من يفقه بالنوتة الموسيقية و أستاذ فيها , و أصبح أكاديمي من مخالطته مطربين العالم العربي , فأن بواقي الجهل السماعي للطرب الحساوي , ليست موجودة لدى هؤلاء المطربين الافذاذ , ولكنهم الن لا يصنعون الفن الحساوي الصرف في الاحساء , بل يوصفون بالمطربين الأحسائيين المتغربين . لأن صناعتهم الطربية فاقد الحدود الجغرافية الأحسائية , و بعيدين عن الإيقاعات الأحسائية , والشعر الأحسائي و اللهجة الأحسائية . نستطيع أن نطلق عليهم مطربين سعوديين , أو مطربين خليجيين او عرب . و لا غرور في الطرب الأحسائي و لكنه الانتماء .
كان في صغري موسيقي عازف جيتار أسمه عبد العزيز العبد القادر , كان قد أخذ دورة تدريبية في مصر , وكذلك المرحوم عازف الجيتار إبراهيم البخيت , الذي درس العزف على الجيتار , على يد عازف الجيتار المصري الشهير عمر خورشيد , و كانا الأثنان في قمة الأداء , المعرفة بأصول الموسيقى , وأن كانت آلاتهم الموسيقية ليست بشرقية , و رغم ذلك فأنهم استطاعوا تشريق الجيتار , و جعلا منه آلة شرقية عربية ,كما أنه قد كان الموسيقي عازف الكمنة مبارك السعيد , قد أخذ دورة تدريبية في المقامات لعزف المكنجا في الرياض , و أفاد الأجواء الطربية الأحسائية , ووجهه العازفين بأصول العزف, و التعامل الفني الشامل في أجواء البروفات , وكان يدرب متدربين سماعي في بيته بدون نوتة موسيقية , وقد استفاد منه الكثير من العازفين , وقد قدم هو نفسه , العديد من مطربين الأحساء الجدد , وخدم المطربين القداما , و أشاع أجواء الطرب و الموسيقى في الأحساء , كما أننا لا ننكر أو نتغافل عن دور الأستاذ عبد العزيز الخشرم و دوره الرائد و مسيرته الطربية الطويلة , وباقي الأساتذة الموسيقيين و المطربين الأميين على السليقة , وسماعيين باجتهاد يشكرون عليها , وكذلك عازف الكمنجا الأستاذ عبد الله البريكان أصبح مطرب جميل و رائع , وله سيرة طيبة في الطرب الاحسائي , و أخوته كما أنهم من أسرة فينة ورثوا الفن من أباءهم , ة كذلك العازف السماعي عبد الله الدقاش ,وكذلك عائلة الخميس ففيهم الكثير من المطربين و الموسيقيين , ومنهم المطرب الأحسائي عادل الخميس , و المطرب الملحن حالياً ناصر المحسن , و الكثير من مطربين المبرز المشهورين و, ومطربين القرى بشكل عام , والمطربين القبليين , و غيرهم الكثير ممن أثرو الساحة الاحسائية الطربية , و بين هؤلاء المجموعة كان هناك شخص موسيقي و مطرب أسمه خالد أبو حشي , لم يفضل الشهرة السماعية الجهيلة , بل و أنتظر طويلاً لدراسة الطرب والموسيقى , على شكل دورات تدريبية تعريفية و دورات أساسية , ودورات متقدمة في النوتة الموسيقية , وقد حصل دورات كثيرة , من مملكة البحرين و من دولة الكويت و من الجمهورية المصرية و من بريطانيا , و يعد هو الأستاذ الوحيد المعترف فيه في لأحساء , حيث أصبح يدرس الموسيقى , و قد خرج الكثير من قارئين و كاتبين و عازفين النوتة الموسيقية ,و طمس الجهل بالموسيقى والغناء السماعي الأحسائيان, و كان يقارع أي موسيقي أكاديمي , و يتحداه بل و يناضره المناظرة الأكاديمية , و كان خالد غير مفضل تواجده في الأحساء , لأنه قد تخطى حدود العرقية المحلية للموسيقى و الغناء الأحسائيان , وكان لا يجارى في فنه التخلف الطربي , وكان يُعزل دائماً في المناسبات الطربية و الموسيقية , وذلك لأن من حوله يرهبونه , و لا يفهون ماذا لديه من علوم موسيقية , و يخافون و يتحاشون سيرته . حتى أنه بدأت هناك مقوله طربية أحسائية شهيرة تقول : ( إذا تعديت و طفت خالد أبو حشي , فأنت فنان و مطرب ) , وقد يستغرب القارئ الكريم من هذه المقولة , ولكن يعرفها جيداً القارىء القريب من هذه المقالة و المعايش لها عن قرب , .. المهم لم يقدم هذا الموسيقار خالد أبو حشي أعماله على مر السنوات الفائتة , و أجل خروجها حتى يفتتح مؤسسة إنتاجية في الأحساء , لكي يضرب ضربته الاولى و الوحيدة , و يدخل عالم الطرب الأحسائي من أوسع الأبواب , وأن أعتم سيرته باقي المطربين الاحسائيين , فقد شهد له المطربين و الموسيقيين من خارج الأحساء , و من العالم العربي و الغربي , و قام خالد بإصدار ألبوماته الأكاديمية في الطرب الأحسائي , و قام بتوزيعها في المملكة العربية السعودية و دول الخليج , لكي ينتزع منزلته نفسه , ولا أتقول عليه بشيء من عندي , سوى أن هناك البوماته الاكاديمية , التي سوف أنقدها النقد التحليلي الموضوعي المفصل هناك , عبر هذ المقالات , و قد مهدت كثيراً لما سوف أقدمه من نقد هادف , لأعمال هذا الموسيقار , و أن الأعمال الأحسائية لهذا الموسيقار , هي بنفسها تكتب لنا ما سوف نقرأه , من نسبة معلومات فنية و طربية , ولا أستطيع أن أرائيه بقول ما , و في كل مقالة نقدية سوف نتعرف إلى النسبة المعلوماتية , في أجزاء البومات هذا الموسيقار الأحسائي .
------------------------------------------------------------------------------------
السابع و العشرون : ( 1 )
قراءة في البوم الموسيقي التصويرية الجزء الثاني
( التعريف الأولي بالألبوم )
إنتاج و توزيع : مؤسسة خالد أبو حشي للإنتاج و التوزيع الفني بالأحساء
سنة الإنتاج : 29/11/1428 رقم الفسح : 4349 جهة الفسح وزارة الثقافة و الإعلام بالدمام
التوزيع و الإنتشار: المملكة العربي السعودية و دول الخليج العربي
مناسبة الألبوم : مجموعة الموسيقى التصويرية , لمسرحية ( أصوات الطبيعة من حولنا ) للكاتب المؤلف / خالد أبو حشي .
أسم المسرحية / أصوات الطبيعة من حولنا
أخراج : المخرج المصري عباس منصور
الألبوم مشارك في مهرجان : المسرح الأحسائي التجاري
العازف : الموسيقار خالد أبو حشي
الفرقة المؤدية : فرقة خالد أبو حشي للفنون المسرحية و الإنشاد بالأحساء , وهي أحدى الفرق التابعة لمؤسسة خالد أبو حشي للإنتاج والتوزيع الفني بالأحساء و هي فرقة مسرحية و أنشاد , شقيقة لفرقتها الثانية فرقة الشرقية الموسيقية , و فرقة خالد أبو حشي لليوه , و هذه الثلاث فرق تابعة للمؤسسة المذكورة هناك .
نستطيع أن نقيم جملة الألبوم بأنه , البوم صناعية أحسائية , صنع و أنتج في الأحساء , و قد الفت محتوياته لمسرحية أحسائية , وقدم عبر فرقة مسرحية أحسائية . فتعالوا لكي نكتشف باقي القراءة لهذا الألبوم .
أن محتويات هذا الألبوم عي عبارة عن معلومات موسيقية , محاكاة بالتمثيل , عبر هذه المسرحية للفرقة المذكورة , و اراد المؤلف أن يوضع معلومات الثقافة الموسيقية , عبر مهنة التمثيل , لكي يؤكد على صحة البيانات الصوتية بتفاصيل حركات التمثيل , فأراد المؤلف هناك في هذا الألبوم أن يقول : بأنه قد عرف معلومات موسيقية أكاديمية , و طلب التفسير عنها عبر المسرحية هذه .
أن هذا الألبوم عبارة عن بحث متقدم في الموسيقى والغناء والطرب , و قد يريد المؤلف بأن يضيف النواقص الفنية الطربية في الطرب الأحسائي , أو أن الطرب الأحسائي كان عاجزاً عن تحصيل المعلومة ,و المؤلف أحضرها , لكي يؤكد على أن الطرب الأحسائي , لم يكن يعرف هذه المعلومات القيمة و أراد المؤلف تحصيلها ليكمل البتر في الطرب الأحسائي , و يوفيه لكي يقدمه على أنه طرب أحسائي عالمي , ذو مجهود فردي من قبل موسيقي أحسائي , و ليثبت بلغة الفن للمطربين العرب و الغرب و العالميين كافة , بأن ألفن الأحساوي , لا ينقصه مثل هذه المعلومات المطروحة , و أن كل من يستغفل الفن الحساوي , لا يستطيع بعد هذه المعلومات , لأن هذه المعلومات عرفت و كشف سرها , و هي عبارة عن علوم طربية عالمية , موجد محاكاة لها في الأحساء , وهذا دليل على الاستشراق للمؤلف , بأنه قد أستشرق المعلموات , و أنتج صور أحسائية منها , من محافظته الريفية , و قد كتب بأسطر الفن الحياة الريفية موسيقياً , و طبقها في مسرحية ريفية , و كأن المؤلف يريد أن يقول بهذا العمل في هذا الألبوم : بأن لدينا دار أوبرا في الأحساء , وعندما يستمع أحد العالميين أو الأكاديميين , لمحتويات هذا الألبوم , يظنون بأننا في الأحساء لدينا دار أوبرا , كما هي موجودة في الفنون العالمية , و أن الفن الأوبرالي في دور الأوبرا أنما لدينا في الأحساء مثله .
قد لا يستوعب فهم أحد المطربين الأحسائيين السماعيين الجاهلين بعلوم الموسيقى , هذا الكلام , فأن موجهه فقط للموسيقيين الاكاديميين , و ليس بذو أهمية لدى عامة المستمعين , بالعلم بأن هذا النقد لمحتويات هذا الألبوم , مخصوص فقط للناس الأكاديميين , وأنها قراءة سليمة , وعبارة عن تكميل لمشوار الفن الحساوي , يلجئ إليه الباحثون الأكاديميون في الفنون , كما أن هذا النقد قد لا يستطيع تفسير بعض من معانية , الموسيقيين على السليقة أو السماعيين , و لكنه عبارة عن نقد موجه في كل الأحوال , إلى الهدف الأسمى في العبارة الآتية : أن من يستطيع أكدمت الفن في منطقة , هو سيد فن أهله , و باختصار هو : موسيقار .
فتناول المؤلف كل جزئية في مقطوعة من محتويات هذا الألبوم , الصور التنويرية لكل معنى , كما أن الممثلين لهذه المسرحية , لهم أدوار حركية معالجة درامياً , من قبل مخرج هو في الأصل أستاذ مسرح , ولا أستطيع التعبير عن ما يدور من أحداث المسرحية , إلا الأكودوغرافياً المعبرة لكل ريكور , من الكوادر الفنية لأعضاء الفرقة المسرحية .
و أنني قد تجرأت بهذا النقد الجراءة الزائدة , وقد ينظر إليا المسرحي الشهير , شهرة جمهور سذج مغفلين , بأنني قد لا أفهم في المسرح , ولكنني أفهم في صوت المسرح , الذي هو في حد ذاته مسرحية شعورية , يفهمها حتى الكفيف الأعمى.
أن ما يعجبني كثيراً في هذا الألبوم , بأن كل مقطوعة موسيقية , هي عبارة عن بحث مخصص , و درس يُعلم و يُفهم لطلابه , و خلاصة لمعاني كثيرة , من إيحاءات وإيماءات الصوت والتصاوير له ,أي كيفية أصداحه , و منهجية معلومات الصوت اللامتناهية , تكاد توجد النوافذ الكثيرة بالإبداع في عملية تصوير الصوت .
و كما ذكرت سابقاً في مقالاتي , بأن أصوات الطبيعية هي جزء لا يتجزأ من طرب الإنسان بالصوت , فأن محتويات هذا الألبوم , فيها الرسائل الموحية للمكان و الزمان و المجسمات , و أنواع أدوات الأصداح لها .
لقد أطلت عليكم في هذه المقالة النقدية و ,كتفي بعرض صورة ألبومنا هذا , و في المقالات القادمة بأذن الله تعالى , سوف أبدأ معكم في كل مقالة , محتوى خاص , لكي نأخذ المكان الكافي و الوقت للشرح على حده .