الثلاثاء، 10 مايو 2016

قراءات نقدية في أوبريت عشان بلدنا ( ج 1 )



------------------------------- التصميم لهذا الأوبريت
في بادئ الأمر , قبل التحدث عن أي شيء يخص هذا الأوبريت , أوبريت عشان بلدنا , أريد أن أوضح وجهة نظري , تجاه كل المواضيع المراد التحدث عنها هنا عبر هذا النقد , لكي تتضح الرؤية من قصوداتي , و معرفة الهدف الذي أنشده , عبر فقرات نقدي هذا , على أن القارئ البعيد عن المجال الفني الموسيقي الطربي , سوف يفهمنى ببساطة , لأن الفنانين يفهمون المصطلحات الفنية الموسيقية و الطربية , و القارئ العادي قد لا يفهم الربط بين المعلومات لو أنا تحدثت على المواضيع , كل موضوع على حده , لذلك فضلت بأن يكون التطرق لأي موضوع , أو لأي جزء من محتويات هذا الأوبريت بخاصيته و طرائق تكوينه , تدل على طريقتي في التحدث هنا , على أن عرض كافة المعلومات من قبلي, و هي على حسب المطلوب لأي جزئية , هذا مما يجعلني أن أسبق بعض المعلومات على بعضها , حسب الحاجة لها .ويكون قصدي موضح للقارء العادي و مسهل و ميسر له .
• النقد لا يتطرق لشخصوص العاملين فيه , ماعدى نتاجهم الفني والتقني .
• أن هذا الأوبريت خرج لنا بهذه الصورة المشرفة , و لا نستطيع أن نحرف محتوياته , و لكن كل حديثنا عن كلمة ( ياريت , و لوكان , و يفضل البديل الآخر , ويعاب بعض الشيء , و يقدم الأفضل على الغير مفضل ) فقط , و يقدم الشكر الجزيل لك من عمل في هذا الأوبريت , مع التحية و التقدير .
• و قد يكون التحدث في جنبات هذا الأوبريت , لقصد التوجيه نحو أوبريتات أفضل أحسن تطويراً و كمالاً ( و هذا هو المقصود ) . كما أن المقالة الأولى لهذا الأوبريت بعنوان ( تعريف فكري عن السلم الخماسي ) فيها عضوية أساس التحدث , التي سوف نستمد منها عروض المقالات , وبدونها يكون تفسير هذا النقد صعب للغاية , لأننا سوف نرجع لهذه المقالة الاولى في كل جزيئه , لكي تتضح الرؤية مما أقوله أو أقصده .
• أن عمل هذا الأوبريت الرائع , لا ينقصه شيئاً , وأنه أوبريت كباقي الأوبريتات , و منها أوبريتات الإنشاد العادية , ولكن اتجاهات خطواته , قد تكون هي محور هذا النقد , ذلك لأن المشكلة الأساس في هذا الأوبريت , هي عدم وضع التصنيف الخاص له , و أنه عبارة عن خلطة شعبية , تعد بمثابة الأغنية الوطنية المكبلهة .
• يحمل هذا الأوبريت , الطابع الفني و الثقافي السوداني , على المفهوم السائد , لأداء الفنية الطربية , وأنه بمثابة ( ملحمة EPIC ) محلية , وهدفي هو تفعيل هذه الملحمة , لأن الملاحم دائما ما تكون , أقوى في طروحاتها , و واضحة في أهدافها و معالمها , أي أن الرسالة الملحمة لهذا الأوبريت هي ( ملحمة مكسورة أو خجولة أو لا يشد بها الحيل , بأن تكون ملحمة كباقي ملاحم للدول المعتبرة , في صناعة الأوبريتات ) , كما أنه توجد في هذا الأوبريت بوادر و صور الملاحم كافة , كالملحمة الدينية و الإنشادية , الملحمة الموسيقية و الملحمة الطربية, و ملحمة الجيش و السياسة , و الملحمة التاريخي و الجغرافيا , و ملحمة التعليم و الأكاديمية , وملحمة الثقافة و الاجتماع , و الملاحم الصناعية و الزراعية و المعيشية .......إلخ ! .
• كما أن طرائق العرض لبعض المطربين لوصلاتهم , غير متناسبة مع جدية هذا الأوبريت , و كأنهم يؤدون أغنية عاطفية يجاز فيها ومن خلالها أي تعبير !!.
أن من التعهدات التي أخذت عليا , من قبل أساتذتي في النقد الفني بأن : لا أضيف من عندي شيء , و لا أنقص من ناقص هو حاصل من زاوية معينة , غير التشهير بالجميل و عدم التحقير لرائع , و تزويد و تلميع و صقل الجميل , وربط المعلومة بالمعلومة التي هي أعلى منها , و الإشارة بأن المنخفض من معدل ما , فأن له الأولوية والحق في رفعه , و تعديل مستويات الميزانيات للمواضيع , لكي تتوحد الرؤى و الأنصبة , و تصفية الشوائب و الوقوف عليها و معالجة مسبباتها , و محاولة تطهير الأوضاع المضرة بالصحة لما يتحدث عنه , في موضوع معين , و احضار الأدلة والشواهد والبراهين على ما أدعيه , ووضع الحدث في الأمر الواقع , حتى لو زعل مُحْدثه !, و أيجاد منافذ للحلول و الابتعاد عن المجاملات والنفاق و المحسوبية , فأن النقد يعني التصليح والمعالجة , او الكسر والتعديل أو الجرح والتجبير , كل ذلك بعيداً عن شخصية مؤلف المادة الفنية , المراد تقديم النقد فيها ولها .
------------ التصميم لهذا الأوبريت أوبريت عشان و بلدنا .
يراود لي الوضع بأن هذا الأوبريت عشان بلدنا , أنه في موقع مصمم ليكون , خاص للعامة في الشارع السوداني !, فهذا هو موقع الأوبريت الحقيقي الذي صمم لأجله !, لأنه لا يرتقي إلى مواقع العلمية التعليمية الأكاديمية , و ليس به أو فيه أي من أدبيات التعليم , سوى أدبيات الشارع السوداني العام !, نطقاً و لفضاً و ثقافته !, ولهجة محاكاة بسائد المعروف من تركيب الجُمل اللفظية المحلية , أما اللسان الأدبي التعليمي فهو مفقود !!.
أي أن هذا الأوبريت هو للاستهلاك العادي والبسيط , و لطبقة الناس الكادحة, لأنه يحاكي مفاهيمهم , و هو في موقع تصميم ال ( ETHINC-MUSIC ) ولكن على شكل محدث متمدن , ببداية أولية ل ( love Song ) غرامية شاعرية هادئة , و أن طعمت بالفلكلور المحلي الغير واضح جداً في تعبيره في الآخر, فأنا أحاول أن ابحث عن ملحمة سودانية , يعبر عنها في هذا الأوبريت , فلم أجد بالعلم بأن أمارات الملاحم مخلوقة مواقعها , ولكنها لم تكتشف أو شبه ملاحم مستحية خجولة أو خفيه !, ولم تفعل و لم تستغل الاستغلال المشرف , و بدون الملاحم لا يوجد أوبريتات بشتى أنواعها , على الأقل تعبير عن ملحمة واحدة , وكشفها واختيارها و إدماجها في هذا الأوبريت !, لكي تلطف وقع العرض الملحمي , أما ملحمة عزف الآلات العرقية , أو الإيقاعات العرقية , أو الكورال العرقي , أو الإنشاد العرقي , أو ملحة التمثيل بالأجسام , فقد أزعل أنا في هذا العمل الأوبريتي عندما أستمع إليه , وهو خالي من أي ملحة تذكر!! , و يرجع للخلف هذا الأوبريت بدون ملاحم , إلى موقع التصميم لل ( LOVE SONG ) الرومانسية الشاعرية , التي تعزف في الصالات أو في اللقاءات الحميمية بين الزوجية على البحر و اليد باليد , أو في مطاعم العشاء الرومانسية ,أو للتعبير في الليالي الحمراء , كمواقع تصميمية ملائمة لهذا العمل !!.
أما عن التصميم لموقع الطبقة الاجتماعية التعليمية لهذا الأوبريت كما ذكرت , فأنه ليس هناك تواجد له , أن كل الصيغ المصممة لها هذا الأوبريت , هي مواقع العزف و العرض و الأداء بجدارة منقطعة النظير .
أن هندسة بناء اللحن لهذا الأوبريت , أوبريت عشان بلدنا , هي من ال ( LOVE SONG ) و أن الأخيار لم يأتي بالصدفة . وليس فيه أي ملحمة EPIC موسيقية!.
و نوعية الإيقاع المستخدم الأساس هو من ال ( LOVE SONG ) ولم يأتي بالصدفة أيضاً . ولا فيه أي ملحمة إيقاعية !. ولا بعده أي ملحمة EPIC إيقاعية عرقية !.
و أن الموسيقى هي من نوع ال ( LOVE SONG ) السودانية الخطوط والتواقيع , و لم تأتي بالصدفة ايضاً . و أنها فاقدة أي ملحة EPIC , فقط الظاهر منها , أنها موسيقى عاطفية !. أن الموسيقى غربية بمسمى إيقاعها , لأن الموسيقى تسمى بأسم إيقاعها , و إيقاعها هو أبوها و تنسب إليه .
والتوزيع الموسيقي على نهج المتبع في الأغنيات السودانية ال ( LOVE SONG ) ولم يأتي بالصدفة كذلك !. وليست به أي توزيعات لملحمات EPIC . وعلى خصائص المحلية في العزف في السودان .
وأن الأداءات المقررِة المثبتة و المعرفة لأصل اللحن هي من ال ( LOVE SONG ) ولم تكن محض الصدفة. يوجد فيها أداءات لمطربين ملحمية EPIC ولكنها لم تكتشف , أو لم توظف التوظيف الملحمي ال EPIC السليم , أو لم تعرف ملحميتها من قبل !.
و أن طرائق أداء المطربين هو من نمطية ال ( LOVE SONG ) للأصوات البادئة و المنتهية , ولم يكن كخيار أتي بواسطة الصدفة !. و أنما أتى كطابع أدائي صحيح , ولكن لم يتطرق لإمكانيات بعض أصوات المطربين الحقيقة , ولم يستخرج منها أي الأداءات ما يستوجب أدائه , لبروز و كشف الإمكانات الهائلة , لأصوات المطربين المؤدين , حيث طرائق الدخول و الاستلام و التسليم و تقبيل الموازير و تذييلها , وتجانس الأصوات بعضها ببعض لاستخراج ملحمة EPIC ادائية , هي موجودة بالفعل في أصوات المطربين , أي أنه لم تفعل أكاديمية الأداء الصوتي للمطربين , ( الصولفيجات الغنائية )
على كل ذلك هناك سؤال و هو : أين الملحمات السودانية ال ( Epic ) في هذا الأوبريت ؟!!. ونوعيات الملاحم المنشقة من أصل الملحمة الأدائية ؟!!.
يليه الجزء الثاني