الأحد، 11 أكتوبر 2015

مطربين الأحساء

هل أنت مع طرب أو موسيقى أو غناء ؟
التاسع عشر : مفهوم الطرب و الغناء و الموسيقى
أن هذه المسميات الثلاثة يختلط في الأمر فيها على كثير من الناس , و ليس كثير من البشر , وليس كثير من علماء الدين , و الأمر بسيط جداً هو : لأن علماء الدين هم أكثر الناس قراءة للكتب و معرفة للاستشراق , و أكثر الناس فهم لحقائق الأمور , التي يتوه فيها السذج و الجهلاء و الأغبياء , و أفهم الناس لمنفعة الطرب من ضرره , و أدرى الناس بالفقه و الإلمام بأحكامه , فمثلاً أنك ليست بساذج طربي سواء كنت من خارج أو من داخل الطرب , فأن رجل الدين يعرف جيداً ماهية الطرب أكثر من المطرب نفسه , و يفيدك و يحضر لك الفتاوى , و ينفعك بما فيه خير لك , ذلك طبيعي جداً , لكن ما دخل موضوع رجال الدين في موضع الطرب هذا ؟!!. الأسباب منها :
1-   أن المطرب لا يعطي حقائق الأمور التي تضر به و بطربه و بمستمعيه , لأن الطرب هو مهنة المطرب التي تكسبه عيشه , ولا يريد قطع عيشه بيده أو بقوله , إذا كان الطرب مفيد أم لا . فقط تحبيب و جذب الناس إليه .
2-   أن العداوة بين المطرب و رجل الدين مستمرة , و حين احتضار المطرب يتذكر المطرب , بأن رجل الدين قد نصحه من قبل بترك الطرب , ولكن المطرب لم يكترث , و قد خسر المطرب في حياته لأنه لم يتبع نصيحة رجل الدين , بالعلم بأن رجل الدين إنسان محب صاحب قلب طيب إنسان خير مصلح بدون مقابل , فيختلف موقع الأثنان هناك , رجل دين إنسان جميل كريم رائع , و مطرب في محط التفاهة , و ذلك  ( على أيش ؟! ) . كله بأسباب الشهرة و حب الظهور و المال و الأعجاب و المنزلة الفنية بين المجتمع .
3-   أن الطرب لو كان منه خير , لأتبعه رجال الدين , ولكن رجال الدين المسيحيين و اليهود و البوذيين , يفضلون الطرب كوسيلة تقرب .
4-   لو عزفت الموسيقى بدون كلمات , فأنها ليست معبرة عن قصد , سوى بالاستماع والاستمتاع بالنغم المرتب بطرائق عديدة من العزف , هنا إذا يوجد طرب موسيقي , وليس غناء مطرب , و لا يوجد هنا مغني , فالمشكلة ليست في النغمات , أن المشكلة في المستخدمين للموسيقى , قد يستعملون الموسيقى كوسيلة و قاعدة للطربان الأثنان , طرب الجسم و طرب العقل , أما طرب الخاطر فأنه مرتبط بالكلمات المغناة , إذا طرب الخاطر مرتبط بالمطرب , فحين يوجد المطرب فأنه يكرب بطرب الخاطر , وهو طرب الكلمات – وقفة قصيرة للتوضيح – أن طرب الخاطر يبهج حتى بدون موسيقى , فعندما تقول بالصوت المجرد لمن تحب : أني أحبك . فأنه يطرب خاطره كثيراً و يشعر بالسعادة والسرور , و يتغير جوه إلى جو الربيع , و يعيش في تخيل بين جنان و جنان , ذلك لأنك أطربت خاطره بكلمة ( أني أحبك ) بدون موسيقى و بدون سلم موسيقي , و بدون أداء مطربي متمكن , و بدون صوت جميل مرتب , فقط معنى الكلمة !, .. وهذه مغالطة كبيرة يتشجع بها المطربين , بأنهم رجال طرب و حب كبير , متناسين طرب النغم و طرب الجسم و طرب العقل !!.
5-   على ما ذكرناه هناك سؤال : هل بالإمكان فصل الطرب ؟. يعني هل بالإمكان بأن نفصل طرب الخاطر المغنى , من الطرب المنغم للمغني ؟. نعم نستطيع بكل سهولة , وهذه أمكانية من أمكانية الغناء , فقط البعد عن التطريب و عمل أداء و ليس طرب مغني , لكي تكون عمليه الفصل  بينهما , أشرف و انبل و أتقن و أحب و أجمل و أكمل , فيبتعد عن الألحان الطربية التي صممت للإيحاءات والإيماءات بالغرائز الجنسية و المغازلات , و تصنع و توضع الحان فيها رسائل خير و طيبة و منفعة للناس , أذا ليس هناك المشكلة في طرب الخاطر وطرب النغم , إذا فصل عنهما طرب الجسم و طرب العقل .
6-   لقد أتضح لنا حتى الآن بأن مفهوم الموسيقى , هو نغم في نغم و ليس غناء , بل تأخذ الموسيقى المنغمة لكي يوضع عليها طرب الخاطر , و تبدأ هناك المشكلة و تكون ( مشكلة عويصة ) .
7-   و للخروج بمفهوم عام للطرب , هو أن الطرب هو صناعة مطرب إنسان , و هناك من أجناس الطرب , ما هو نغم من الطبيعة و لكنه بدون طرب الخاطر و طرب الجسم و الطرب العقل , و أن الغناء هو حصيلة المغني الإنسان بكافه طرائقه , غناء فردي و غناء مع النغم الطبيعي , و غناء مع النغم للآلات الموسيقية , ولكن يكمن العجز هنا في أمكانية غناء إبليس اللعين و غناء الإنسان , فأن إبليس اللعين عندما غنى كان طليقاً بدون حسيب و لا رقيب يقفه عند حده , و كذلك الإنسان قد غنى و هو طليق بدون حسيب و لا رقيب يوقفه عند حده .
8-    أن معاهد الموسيقى و الغناء , لا تعتمد النصح والإرشاد للمتدربين , و كذلك مدارس الموسيقى و الجامعات , ليس لديها مقررات تفهم و توضح للدارسين به خطورة الموسيقى والغناء و الطرب , لذلك فأن الخلط بين الغث و السمين و الصافي الجزل من المعلومات , هو الخطاء الجسيم الذي وقعت فيه جهات تعليم الموسيقى والغناء و الطرب , يتخرج  الدارس و هو في تخبط بين الطرب و الموسيقى و الغناء , و لو بحث عن أسباب ذلك الخلط و التخبط , تجدها مكمنة في محرمات الطرب و الموسيقى والغناء , المعتمة على الدارس , و لكي نخرج و نؤهل أناس أكاديميون متخصصون فاهمون مدركون لحقائق خطورة الطرب على الإنسان , يجب  علينا أن نفهمهم بأن الطرب شيء و الغناء شيء آخر و الموسيقى شيء ثالث .
9-   لو دققنا في مفهوم الطرب و حاولنا أن نخرج بمفهوم له , نجد أن الطرب هو عبارة عن تجميع أعمال لمطرب , يقوم المطرب بأدائها لكي تكون هذه الأعمال طرباً , فالطرب هو جامع لبواقي متشابهاته من نفس جنس أدائه , أي من طرب الطبيعة و الطرب المنغم للإنسان , على طرب الخاطر للحصول على طرب الجسم و طرب العقل .
10-                      أما بالنسبة للموسيقى فأنها عبارة عن نغمات و تستخدم هذه النغمات لوحدها , أو تتبع بنغمات الإنسان من صوته .
11-                      و أما بالنسبة للغناء فأنه ثابت أولاً للشيطان اللعين , ثم ورثه منه الإنسان .
12-                      و عن المطربون من الطرب فأنهم البشر بعد الشياطين , أما موسيقى الطبيعة التي أطلق عليها طرباً لأنها تطرب الإنسان , أي تطرب خاطره و توحي له بالأنس من بأصوات الطبيعة , فأنها ليست طاربه بطرب الجسم و طرب العقل . فالطرب ليست له فائدة بدون عملية التطريب لمن أرادها من البشر أو الجان .
13-                      أن طرب الإنسان العام هو عبارة عن تعويذه نغمية بحد ذاتها , لا ترقى إلى كونها  رقية إيمانية شرعية , و كما يسمون عقلاء الطرب تعويذه الطرب , بتعويذة و رقية الشياطين .
اعتذار للقراء الكرام :
قد يقفهم أن قصدي من كتابة هذه التداوين هو : أنني ضد أحد ما طربياً , أو لي رأي خاص بي و أنا أدافع عنه , ففي فكري في الكتابة و توجهي المعلوماتي , نحو أنني أحاول سرد الحقيقة على المقاصد منها , وفي كل مقالة يكون مسرى الرأي يختلف على مجرى رأي المقالة القادمة , ذلك لأن موضوع الطرب الذي أتحدث عنه هو موضوع عام , و ليس موضوع خاص بي و أنا قد ابتكرته , فما دام الموضوع عام , فأن العامة من الناس لهم أراء تختلف , و توجهات و أطماع و أهداف و غايات تختلف عن بعضهم البعض , فأنا لا أرضي أحد على حساب أحد . ولكني أحاول أيجاد الحقيقة الصادقة فقط لا غير أيجاباً و نكراناً .