الحادي و العشرون : اللحن و مؤلفات طربية فارغة .
سؤال : حين يخطر على بالك لحن ما , فماذا تتوقع أن
تكون تركيبة ذلك اللحن , أو ماذا وراء ذلك اللحن , أو أنك سوف تستمع إلى نغمات
موسيقى , سواء أكانت تلك النغمات من صوت المغني أو المطرب أو من الآلات
الموسيقية.. ليس إلا , أليس كذلك ؟ . ولكن ما هي أنواع أجناس اللحن ؟ , وليست
التركيبة اللحنية بل المسميات الأصل للألحان , و التي تشير إلى استخدامها كنغمات ,
مرجو منها هدف أو قصد ما , أو تقدم في لمناسبة أو لشيء ما . فما نخرج نحن من هذا
المفهوم اللحني للقصد هناك إلا بثلاثة
أنواع من الألحان هي : أما تعويذة أصل أو ترنيمة أو كما يقال بالعامية ( تيمة ) ,
فالتعويذة معروفة لمن تستخدم , فهي تستخدم للشياطين أو لعلم الشيطنة ( السحر ) ,و
الأوثان من أصنام و خلافها , وتستخدم أيضاً للهو والغناء و المجن لقصد الاستمتاع
بهذه التعويذة , .. و الترنيمة كانت تقدم في دور العبادة و الإنشاد و الغناء الديني
, وعلى و من هذين المسميان يكون الغناء ,
فأما أن تقدم تعاويذ أو تقديم ترانيم . فقط هناك جُمل لحنية تشتق منها بواقي و
متشابهات اللحن , و يتفنن الملحنون بصياغة القالب لقلب و كيان التعويذة او
الترنيمة , لكي يكون هناك أما غناء عادي أو طرب محترف .
فمتسع من المكان و الوقت يكون للأغنية , بأن تحوي
أكثر التعاويذ الوثنية و الشيطانية , و الدليل هو تاريخ التعاويذ , التي يسطره
تاريخ الموسيقى والغناء عبر مر العصور , و تعاويذ المجن بالكلمات الماجنة ,
وتعاويذ الفحش و الفجور , و تعاويذ الاتصال بالجان الملحنة على رغبة الحان الجان
مثلاً : يطلب الجان من الساحر لكي يلبي له طلباته من السحر , بأن ينهق كالحمار و هو
يتلو التعاويذ , أو ينطق التعاويذ بصوت يشابه أصوات الوحوش ...إلخ , و تعاويذ
الجنس بالكلمات الجنسية المومئة الحانها بإيماء و حركات الجنس , مثل التمايع و
الغمز بالعين , و الإشارة إلى الأجهزة التناسلية بجسم الإنسان باليد أو بالتصوير
التلفزيوني , و تعاويذ أخرى كثيرة , يحويها الغناء و الطرب من مطربين أصحاب
التعاويذ الطربية الشيطانية أو الفاسقة .
فأنني أعجب على مغنين و مطربين , و أكثرهم
المغنيات و المطربات و اللذين يستخدمون هذه التعاويذ الشرير , ألا يتقون الله فيما
يفعلون لأغراء المستمع الساذج البسيط ؟ . ألا والله أنها لمهزلة يندى لها الجبين ,
و قلة حياء و قلة أدب باسم الفن و الطرب و الغناء , وإذا قالوا : أن الفن رسالة (
أي الطرب رسالة ) . فنعم أن الطرب و الغناء و الموسيقى رسالة , ولكن رسالة ممن ؟ ,
وإلى من ؟!. أنه رسالة تعاويذ من فنانين و مطربين ومغنين و موسيقيين , إلى مستمعين
سذج لم يدركون حقيقة هذه التعاويذ , كل ما يفهمه هؤلاء المستمعون السذج , أن الطرب
رسالة فنية ترقصهم , و تسليهم و تدخلهم متاهات هم غنيين عنها .
و الأدهى والأمر من كل ذلك لأدبيات الطرب المؤلفة
كتابياً , هو أن الكُتاب و المؤلفون لكتب ومراجع الطرب السذج , يقومون بكتابة و
تأليف مؤلفات ساذجة ليس لها علاقة بالغناء والطرب , إلا التحدث عن قصص حياة
المطربين , فالمطرب الفلاني راح و أكل وشرب و فعل وقال , و كان للمطرب الفلاني كذا
و كذا , وكتبهم و مؤلفاتهم التي ألفوها , لو نظرت إليها و أن كنت أنت موسيقي حقيقي
, لن تجد فيها مفاهيم موسيقية , أو حتى رسم لسلم موسيقي واحد , و التحدث عن السلم
الموسيقي بشكل علمي ,.. و كل هم المؤلفون للكُتب التافهة عن الطرب و الموسيقى , هم
من الكتاب السذج الفارغين من العلم الموسيقي والطرب .
و كأن الكاتب
أو المؤلف يتحدث في كتابه أو مؤلفه الطربي
, عن فراغ كتابي ينقصه هو , و لا يستطيع يتحدث عن علم الطرب و الغناء , و تجد حيلة
المؤلف الساذج هذا , أنه يستشهد بعض
المقولات من بعض المراجع , و يبني عليها فراغ علمي , فما يرجوه كُتاب و مؤلفو
السذاجة الطربية حقيقة إلا, التفخيم لمنزلة مطربيه المفضل لديهم , ويحاولون الرفع
من منزلته و تقديسه , و لم يعرف أو يتعرف المؤلفون السذج على أدبيات الطرب و كمال
الغناء . فقط همهم الكتابة الفارغة .