السبت، 3 أكتوبر 2015

الأحسائي

توحد طربنا
السابع عشر : بدأنا نضطجر من سذج الطرب !!.
ما ذكرناه سابقاً ( أن السذج من خارج و داخل الطرب على الطرب ) , فمقولة ساذجة من داخل مجال الطرب , و السذج هم من داخل الطرب كثيرون , و هم من المطربين و الموسيقيين سواء , تقول هذه المقولة المعتقد بها كلياً بينهم , تقول : ( الجمهور عايز كدا ). فما دامت هذه المقولة فيها كلمة ( عايز ) , فأن الكلمة مصرية ووطنها مصر , و استخدمت كمصطلح في باقي الدول بأن ( الجمهور عايز كدا ) .

 ولتصحيح هذه المقولة , نستطيع أن نصلحها و نقول : ( الجمهور الساذج عاوز كدا من المطرب الساذج ) , و الضد المقابل لهذه المقولة , نستطيع أن نقول : ( الجمهور الحقيقي الصادق غير عاوز كدا من المطرب الساذج ) , و بين هاتين المقولتين نقول نحن : ( الجمهور الساذج عاوز أساتذة طرب , ليطردون المطربين السذج اللاعبين على الجمهور السذج ) ,  و للجمهور الساذج نقول : ( الجمهور الساذج لا عاوز كدا و لا كدا , لانه لا يفهم في الطرب ) .

إذا لا راعي لمن تراعي , ولا مرعي مراع روعته ,.. إذاً هناك مقولات تروع الصادق الحقيقي الذي يفهم في الطرب , و تزعزع استقرار فكره , و هذه المقولات طبعاً عارية عن الصحة , فقط تطلق بين السذج , والسذج في الطرب ليسوا موجودين في بلدان العالم  المتحضر , التي تؤمن بأن الطرب علم كباقي العلوم , فقط عندنا يكون الطرب على مفهوم ( الجمهور عاوز كدا ) !!.

سؤال : من أعطى الجمهور الذي ( عاوز كدا ) كدا؟ , و من الذي غث الجمهور بكدا؟ , وجعل كداً عادة استماع عند الجمهور؟ , ومن الذي جعل الجمهور الساذج المغفل , يقبل كدا على ما هو عليه من سذاجة طربية ؟ !!. طبعاً ليست هناك إجابة على كل هذه التساؤلات , إلا إجابة واحدة هي : أن السذج من خارج الطرب هم اصدقاء السذج من داخل الطرب , و السذاجة في حد ذاته تعني ( حماقة ) . و حضارتك الطربية الموسيقية , تبقى على هذان المحكان , محك المطربين و الموسيقيين الحمقى , ومحك الحمقى الذين هم من خارج الطرب و هم المستمعين الحمقى .

و من الطبيعي بأن يكون المفهوم السافل أحمق أخرق , و المفهوم الراقي السوي القويم المنطقي , في مستوى العُرف و الرفعة و العزة والكرامة , فأي كرامة  عرفية في كل من حُط أسفل في منزلة الحمقى ؟ !!, و من الطبيعي بأن تكون الكرامة و العزة و الرفعة , عالية في منزلة الكرم . و المشكلة هي ليست بين المفهومين هذين , بل المشكلة تكمن في أن هذين المفهومين , ليس لهما عقلية فاخرة يوضعان فيها , ويوزنان وزناً عقلياً بعين العقل لدينا . أما الرفعة تكون دائماً في مقامات الشعوب الرفيعة , الذين يستطيعون وزن الأمور الطربية و التعقل بفهم و أدراك , أما الذل و الحماقة يكونان في أضحل منزلة لدى الشعوب الحمقاء .

فأن ترتقي دائما إلى الفضل فذلك خير لك , و أن هبطت و انحدرت إلى الأسفل , فحاول أن تعود إلى مستواك , إذا لم تعرف كيف ترتقي إلى الأفضل , وأن الاستمرار في الهبوط في الرأي و الذوق و التفكير , فأن قعر القاع يكون هو القادم من الآخر لك , يعني ذلك أن المستخدم للسذاجة باستمرار في حياته اليومية , لن يرتقي أبداً و أن كانت سذاجته في طربية .

أن القيم الحضارية لا تستوجب بأن نأخذ الساذجة عادة , وأن أخذناها كذلك , فأننا نحطم حضارتنا بأنفسنا , ونحن سذج في اللباس و الأكل و الكلام و التعامل و الفهم و العمل و السلوكيات كافة , و أن كنت لا تفهم في شيء لا تفتي فيه و تضع رأيك عليه , و تصر على أن يكون رأيك عالياً فيه بدون منازع , فأنك بذلك تكون أحمق أخرق , و أن كان رأيك ساذجاً في الطرب من داخل الطرب , لا تقل : ( بأن الجمهور عايز كدا ) , بل قل : ( أن الجمهور عايز كل جديد مفيد يستمع إليه ) . و أن كلمة ( كدا ) , هي كلمة عامة تشمل كل خرابيط و أعمال طربية ساذجة , تأتي من المخ الأحمق الأخرق على طبيعيتها .


عبر السنين التي نقول فيها : ( أن الجمهور عايز كدا ) , كل سنة تعدي تكون هناك موسيقى و طرب عالمي جديد , يحدد بعمر السنة التي يمر فيها , ذلك لأن الأعمال الطربية العالمية تكون جديدة دائما , ويستفاد من الاستماع إليها , حيث البحوث العلمية في الطرب و أسماع الجمهور الراقي بالخطوط اللحنية و طرائق الأداء  و التفنن في طوابع الطرب كافة , , و الجديد من الطرب المستحدث لم يستمع إليه من قبل , و التنوع و التفرع من أنواع الطرب الأصلية , إلى تفريعات و أنواع جديدة , مما تتكون بهذه العمليات , أنواع كثيرة من الطرب تثري الساحة الطربية , و تضيف عليها التنوع , لعدم غث  المستمع بنوع معين من الطرب , و من ثم النفور منه , بل و أن الطرب العالمية أصبح عبارة عن بحث مستمر بدون انقطاع , و أصبحت الأذن الموسيقية العالمية , تمل من الاستماع إلى نوعية طرب معينة , و القدوم على الطرب الجديد كثيف من قبل المستمعين الغربيين , ذلك لأنه لو فاتهم طرب هذه السنة , فأنه سوف يكون طرباً قديما عليهم , وهو من طرب السنة الفائتة و قديم و ليس مطلوب في السنة الحالية , ولم يأخذ ذكريات في حياتهم , ولم يسجلون فيه أي ذكريات بعمر تأليف طرب تلك السنة الفائتة . و نحن نردد بحماقة : ( أن الجمهور عايز كدا ) و هو لا يفهم في علم الطرب !!.