توحد طربنا
السابع عشر : بدأنا
نضطجر من سذج الطرب !!.
ما ذكرناه سابقاً (
أن السذج من خارج و داخل الطرب على الطرب ) , فمقولة ساذجة من داخل مجال الطرب , و
السذج هم من داخل الطرب كثيرون , و هم من المطربين و الموسيقيين سواء , تقول هذه المقولة المعتقد
بها كلياً بينهم , تقول : ( الجمهور عايز كدا ). فما دامت هذه المقولة فيها كلمة ( عايز
) , فأن الكلمة مصرية ووطنها مصر , و استخدمت كمصطلح في باقي الدول بأن ( الجمهور
عايز كدا ) .
ولتصحيح هذه المقولة , نستطيع أن نصلحها و نقول
: ( الجمهور الساذج عاوز كدا من المطرب الساذج ) , و الضد المقابل لهذه المقولة ,
نستطيع أن نقول : ( الجمهور الحقيقي الصادق غير عاوز كدا من المطرب الساذج ) , و
بين هاتين المقولتين نقول نحن : ( الجمهور الساذج عاوز أساتذة طرب , ليطردون
المطربين السذج اللاعبين على الجمهور السذج ) ,
و للجمهور الساذج نقول : ( الجمهور الساذج لا عاوز كدا و لا كدا , لانه لا
يفهم في الطرب ) .
إذا لا راعي لمن
تراعي , ولا مرعي مراع روعته ,.. إذاً هناك مقولات تروع الصادق الحقيقي الذي يفهم في
الطرب , و تزعزع استقرار فكره , و هذه المقولات طبعاً عارية عن الصحة , فقط تطلق
بين السذج , والسذج في الطرب ليسوا موجودين في بلدان العالم المتحضر , التي تؤمن بأن الطرب
علم كباقي العلوم , فقط عندنا يكون الطرب على مفهوم ( الجمهور عاوز كدا ) !!.
سؤال : من أعطى
الجمهور الذي ( عاوز كدا ) كدا؟ , و من الذي غث الجمهور بكدا؟ , وجعل كداً عادة استماع
عند الجمهور؟ , ومن الذي جعل الجمهور الساذج المغفل , يقبل كدا على ما هو عليه من
سذاجة طربية ؟ !!. طبعاً ليست هناك إجابة على كل هذه التساؤلات , إلا إجابة واحدة هي
: أن السذج من خارج الطرب هم اصدقاء السذج من داخل الطرب , و السذاجة في حد ذاته
تعني ( حماقة ) . و حضارتك الطربية الموسيقية , تبقى على هذان المحكان , محك
المطربين و الموسيقيين الحمقى , ومحك الحمقى الذين هم من خارج الطرب و هم
المستمعين الحمقى .
و من الطبيعي بأن
يكون المفهوم السافل أحمق أخرق , و المفهوم الراقي السوي القويم المنطقي , في
مستوى العُرف و الرفعة و العزة والكرامة , فأي كرامة عرفية في كل من حُط أسفل في منزلة الحمقى ؟ !!, و
من الطبيعي بأن تكون الكرامة و العزة و الرفعة , عالية في منزلة الكرم . و المشكلة
هي ليست بين المفهومين هذين , بل المشكلة تكمن في أن هذين المفهومين , ليس لهما
عقلية فاخرة يوضعان فيها , ويوزنان وزناً عقلياً بعين العقل لدينا . أما الرفعة تكون
دائماً في مقامات الشعوب الرفيعة , الذين يستطيعون وزن الأمور الطربية و التعقل بفهم و أدراك , أما الذل و الحماقة يكونان في أضحل منزلة لدى
الشعوب الحمقاء .
فأن ترتقي دائما
إلى الفضل فذلك خير لك , و أن هبطت و انحدرت إلى الأسفل , فحاول أن تعود إلى
مستواك , إذا لم تعرف كيف ترتقي إلى الأفضل , وأن الاستمرار في الهبوط في الرأي و
الذوق و التفكير , فأن قعر القاع يكون هو القادم من الآخر لك , يعني ذلك أن
المستخدم للسذاجة باستمرار في حياته اليومية , لن يرتقي أبداً و أن كانت سذاجته في
طربية .
أن القيم الحضارية
لا تستوجب بأن نأخذ الساذجة عادة , وأن أخذناها كذلك , فأننا نحطم حضارتنا بأنفسنا
, ونحن سذج في اللباس و الأكل و الكلام و التعامل و الفهم و العمل و السلوكيات
كافة , و أن كنت لا تفهم في شيء لا تفتي فيه و تضع رأيك عليه , و تصر على أن يكون رأيك
عالياً فيه بدون منازع , فأنك بذلك تكون أحمق أخرق , و أن كان رأيك ساذجاً في
الطرب من داخل الطرب , لا تقل : ( بأن الجمهور عايز كدا ) , بل قل : ( أن الجمهور عايز
كل جديد مفيد يستمع إليه ) . و أن كلمة ( كدا ) , هي كلمة عامة تشمل كل خرابيط و
أعمال طربية ساذجة , تأتي من المخ الأحمق الأخرق على طبيعيتها .
عبر السنين التي نقول
فيها : ( أن الجمهور عايز كدا ) , كل سنة تعدي تكون هناك موسيقى و طرب عالمي جديد ,
يحدد بعمر السنة التي يمر فيها , ذلك لأن الأعمال الطربية العالمية تكون جديدة
دائما , ويستفاد من الاستماع إليها , حيث البحوث العلمية في الطرب و أسماع الجمهور الراقي بالخطوط اللحنية و طرائق الأداء و التفنن في طوابع الطرب كافة , , و الجديد من الطرب المستحدث لم يستمع إليه من قبل , و التنوع و التفرع من أنواع الطرب الأصلية ,
إلى تفريعات و أنواع جديدة , مما تتكون بهذه العمليات , أنواع كثيرة من الطرب تثري
الساحة الطربية , و تضيف عليها التنوع , لعدم غث
المستمع بنوع معين من الطرب , و من ثم النفور منه , بل و أن الطرب العالمية
أصبح عبارة عن بحث مستمر بدون انقطاع , و أصبحت الأذن الموسيقية العالمية , تمل من
الاستماع إلى نوعية طرب معينة , و القدوم على الطرب الجديد كثيف من قبل المستمعين
الغربيين , ذلك لأنه لو فاتهم طرب هذه السنة , فأنه سوف يكون طرباً قديما عليهم ,
وهو من طرب السنة الفائتة و قديم و ليس مطلوب في السنة الحالية , ولم يأخذ ذكريات
في حياتهم , ولم يسجلون فيه أي ذكريات بعمر تأليف طرب تلك السنة الفائتة . و نحن
نردد بحماقة : ( أن الجمهور عايز كدا ) و هو لا يفهم في علم الطرب !!.