الأحد، 20 يناير 2019

أكاديميون يدعون إلى إدراج النقد الموسيقي كمادة في المناهج التعليمية الجامعية




أجمع أكاديميون في المجال الموسيقي، على أن التغطية الصحفية للأعمال الموسيقية تفتقد التحليل والنقد الجاد والبنّاء. وفسّروا غياب المقالات النقدية في هذا المجال بعدم تخصص الصحفيين في الموسيقى وتواضع معارفهم بهذا الاختصاص الفني.
ولاحظ المتدخلون في ندوة علمية نظمها كل من المخبر الوطني للبحوث في الثقافة والتكنولوجيات الحديثة والتنمية، والمعهد العالي للموسيقى بتونس والمركز التونسي للنشر الموسيقولوجي، حملت عنوان "أي مكانة للنقد الموسيقي في غياب الصحافة المختصة" أن غياب النقد الموسيقي في البرامج التعليمية الجامعية قد ساهم بقدر كبير في غياب رؤية نقدية ذات مقاييس علمية في الموسيقى.
وأكد مدير المعهد العالي للموسيقى بتونس سمير بشة، أن المعهد سيعمل على إعادة إدراج مادة النقد الموسيقي في البرنامج الدراسي ابتداءً من السنة الجامعية القادمة (2017-2018) كمادة اختيارية لتصبح لاحقا مادة إجبارية، وستجمع بين الكتابة الموسيقولوجية والكتابة النقدية للموسيقى.
وقال إن الهدف المراد بلوغه هو الكتابة عن الموسيقى بأسلوب صحفي يصل إلى الجميع ويقيم المنتوج الموسيقى بشكل نقدي ذاتي وموضوعي حتى تكون الرؤية واضحة ودقيقة وتصل إلى عامة الناس.
واعتبر، أن طرح هذا الموضوع قد جاء متأخرا لأن الكتابة الصحفية في الموسيقى هي كتابة قديمة ساهم فيها المؤرخون وعلماء النفس والفلاسفة وأكاديميون مختصون في الموسيقى.
وبين أن النقد الموسيقي في المجال الصحفي وخاصة في الصحافة المكتوبة يحمل وجهتي نظر أولهما، تعتبر أنه يحق للناقد المتخصص في المجال الموسيقي أن يكتب في هذا المجال في الصحف، إلا أن الإشكال حسب سمير بشّة يكمن في أن الكتابة الأكاديمية هي كتابة نخبوية بالأساس ومعقدة لأنها تدخل في التفاصيل الموسيقية ويسودها الغموض والإبهام خاصة في ما يتعلق بالحديث عن العناصر الموسيقية.
أما الرأي الثاني وفق مدير المعهد العالي للموسيقى بتونس، فيذهب إلى الاعتقاد أن الكتابة الصحفية الموسيقية ينبغي أن تكون موجهة للعموم وتكتب بلغة بسيطة ومفهومة، وهو ما أوجد إشكالا آخر حسب رأيه يتمثل في أن الكتابات الصحفية حول العروض الموسيقية هي مقالات في معظمها سطحية وتحوم حول الموسيقى بدل أن تتعلّق بالخصائص الفنية المميزة للعمل الموسيقي ومضامينه، رغم أنها تستقطب عددا مهما من المتلقي العادي.